هل ينسي الخزري اليوم غياب الحرباوي؟
خلال مختلف تعليقات الإعلام البلجيكي فإن السؤال الأهمّ يتعلّق بغياب حمدي الحرباوي
عن قائمة المنتخب الوطني خلال مونديال «روسيا 2018». فبالنسبة إلى البلجيكيين
فإن رمز المنتخب الوطني هو حمدي الحرباوي الذي فرض نفسه نجما في الدوري البلجيكي
خلال سنوات طويلة ولم يقبل المحلّلون كيفية الاستغناء عنه.
وما يمكن تأكيده أن قرار التخلّي عن حمدي الحرباوي فني بالأساس ولا دخل للجامعة
في قرار مشابه بل إن المدرّب معلول حسم موقفه بدليل أنّه وجّه الدعوة إلى الحرباوي
خلال أوّل مقابلة للمنتخب ضد مصر في «جوان 2017» كما أنّه كان ضمن القائمة الموسّعة
قبل المونديال ولو كان للجامعة «فيتو» ضد الحرباوي لما قبلت أن يعود إلى المنتخب
منذ جوان 2016 ضد جيبوتي مع كاسبرجاك.
ولا يمكن لأحد أن يفرض على مدرّب المنتخب دعوة الحرباوي على الرغم من أنّه
أفضل هدّاف تونسي خلال سنة 2018 رغم أنّه يلعب لفريق ضعيف والقرار يهمّ معلول
دون غيره ولكن مثلما استغنى عن خدمات الحرباوي فإن المدرّب الوطني استغنى
أيضا عن أحمد العكايشي الذي شارك في عديد التربّصات وشارك في لقاء إسبانيا.
رهان صعب
المدرّب نبيل معلول فضّل عدم دعوة حمدي الحرباوي لأنّه يثق في قدرات وهبي الخزري
في خطّة قلب هجوم فمع فريق «ران الفرنسي» خلال هذه السنة نجح الخزري في
عديد المناسبات وصنع الفارق ووفّر الحلول وقد استفاد نبيل معلول من هذه الفكرة
وانطلق في اعتمادها منذ مقابلة تونس وإيران الوديّة في «مارس 2017» عندما انتصرت
تونس بنتيجة (1ـ0) والهدف احتسب بالخطإ من مدافع ايراني بعد مجهود كبير من قبل
وهبي الخزري وبعد أربعة أيّام نجح الخزري بتسجيل هدف الانتصار في مرمى كوستاريكا
ليعلن عن نفسه قلب هجوم المنتخب الجديد. وكان واضحا منذ مارس الفارط أن الخزري
يمثّل الخيار الأول لمعلول فقد عوّل عليه بحضور ياسين الخنيسي الذي كان احتياطيا
خلال المقابلتين وبالتالي فإن المسألة محسومة. فمعلول يؤمن كثيرا بقدرات الخزري
الذي سجّل أوّل هدف له مع المنتخب خلال أول مقابلة لنبيل معلول مع المنتخب
كما أن معلول اختار هذا اللاعب ليمنحه شارة القيادة ..
وتأكد هذا الخيار منذ مقابلة أنقلترا ولكن هل يقدر الخزري اليوم أن يثبت نفسه في
خطّة قلب هجوم؟ فالثابت أن لهذا اللاعب خصالا مختلفة عن باقي اللاعبين وهو ليس
بالمهاجم الكلاسيكي الذي يثبّت المنافس أو يعوّل على قوّته البدنية بل إن قوّته
تتمثل في طلب الكرة وهو هدّاف المنتخب حاليا وصاحب أكبر عدد من الأهداف
من بين المجموعة الحالية إضافة إلى أنّه يملك خبرة لا يستهان بها حيث شارك
في كؤوس إفريقيا 2013 و2015 و2017 وعليه فإن الخزري قد ينسي الجميع اليوم
غياب الحرباوي وخاصة الجماهير البلجيكية إذ نعتقد أن حضوره البدني سيكون
أفضل من المقابلة الأولى والكرة ستصله أكثر من المقابلة السابقة …