حسين ناطر يخرج عن صمته ويكشف اسباب مغادرته للافريقي ويتحدث عن النجم
بعد أن فسخ عقده مع النادي الإفريقي وكان على وشك العودة إلى الجوري السويسري ظهر حسين ناطر فجأة في تونس من جديد ليوقع عقدا مع النجم الساحلي في “مفاجأة” لم تخطر على بال الكثيرين ولكنها شكلت “ضربة موجعة” للنادي الإفريقي وشرخا جديدا في علاقته المتوترة منذ موسم 2014-2015 بالنجم لا سيما بعد تعاقد النجم مع منتصر الوحيشي في منصب مدرب مساعد.
عودة “ناطر” إلى أجواء البطولة من بوابة “ليتوال” اعتبره الكثيرون انتدابا هاما لفريق جوهرة الساحل بالنظر إلى القيمة الكروية للاعب “سان غال” السابق الذي شف في حديث مطول عن “ظروف وخفايا” انتقاله لليتوال كما تحدث عن طموحاته وأهدافه وعن الوضع الراهن لفريقه دون أن يغفل التطرق إلى مشاكله وخلافاته العالقة مع النادي الإفريقي والإتهامات التي وجهها له سليم الرياحي.
• انتظرك الكثيرون في فريق سويسري بعد مغامرتك بالإفريقي فإذا بك تمضي للنجم الساحلي.. هل كان اختيارا مدروسا أم أن اسم “ليتوال” كفيل بأن يغير موقفك بسرعة؟
– طبعا الأمر كان مدروسا وفي الوقت نفسه كان سريعا لعدة اعتبارات أولها أني حر وبإمكاني التوقيع دون الحاجة لأطراف أخرى ثم أن النجم الساحلي لا يمكن أن يدفعك لإاخاذ وقت طويل للتفكير بالنظر إلى مكانته المحلية والقارية والإستحقاقات التي سيخوضها في الموسم المقبل والرهانات الكثيرة التي يلعب عليها..
– هذه العوامل ساهمت في قبولي لعرض النجم الساحلي الذي أقنعني كثيرا ولم يتطلب وقتا طويلا للمفاوضات .. الأمور تمت بسرعة ولكن الجميع يبدو على قناعة راسخة بأن التجربة ستكون مميزة وناجحة.
• هل كان وجود منتصر الوحيشي ضمن الإطار الفني لليتوال عاملا إضافيا حفزك على تحديد وجهتك الجديدة؟
– (يفكر قليلا) ليس إلى ذلك الحد.. نتصر الوحيشي يعرفني كثيرا وهو من كان وراء قدومي إلى تونس واللعب في النادي الإفريقي ولكن لم أنتقل للنجم من أجل الوحيشي أو بسبب الوحيشي. العرض قدمه لي زياد الجزيري وحسين جنيح.. قد يكون ذلك بنصيحة من الوحيشي ولكن إحقاقا للحق لا أعرف إن كان الأمر كذلك أم لا..
– لا ننسى أيضا أن المدرب فوزي البنزرتي هو الذي أشر لإنتدابي وتحدث معي قبل التوقيع وهيئة ليتوال هي التي قادت المفاوضات وعلى عكس ما يقال في بعض الأوساط الكروية بتونس لم يكن منتصر الوحيشي وراء “تهريبي” للنجم ولم يتم تهريبي أصلا لأن علاقتي بانادي الإفريقي انتهت في شهر أفريل الماضي وكنت في حل من كل ارتباط منذ أشهر..
• قبل الإمضاء مع النجم سافرت إلى سويسرا وكنت على وشك الإنتقال لأحد الأندية هناك كما تلقيت عروضا من تونس.. ما الذي دفعك لتفضيل عرض ليتوال؟
– بالنسبة إلى عودتي إلى سويسرا لم تكن فقط للتفاوض مع بعض الأندية نعم كنت على وشك العودة إلى “السوبر ليغ” ولكن لم أكن مقتنعا بالعرض. اتصل بي مسؤولون في الترجي الرياضي بالتوازي مع اتصالات مسؤولي النجم ولكن احقاقا للحق لم يأخذ مني ذلك وقتا طويلا للتفكير..
• ماذا تعني ؟.. هل كان العرضان الماليان متباعدين؟
-لا ليس هذا ما حدد وجهتي نحو النجم ودفعني للإعتذار للترجي.. المكانة التي اكتسبتها ليتوال في الأعوام الماضية وسيطرة النجم على الكرة في تونس ووجود ضمن أفضل 3 أندية في القارة الإفريقية هي العوامل التي دفعتني للإعتذار لمسؤولي الترجي الرياضي الذي أحترمه كثيرا..
هؤلاء وراء انتقالي للنجم.. ولا دخل للوحيشي في ذلك
• هل بالإمكان الإطلاع على الجوانب المالية لعرضي الترجي وليتوال؟
– أعتذر عن الإفصاح بذلك بالنسبة إلى عقدي مع النجم فهذا يهمني ويهم إدارة النادي بالدرجة الأولى.. أما عن عرض الترجي فلم تصل الأمور إلى تقديم عقد به بنود مالية.
المفاوضات مع الترجي لم تصل إلى مراحلها الأخيرة لأني كنت قد حددت اختياراتي نهائيا بعد الاتفاق بيني وبين زياد الجزيري المدير الرياضي لليتوال.
• كيف وجدت بداية التجربة مع النجم الساحلي وما مدى جاهزيتك وأنت الغائب عن الميادين منذ مدة طويلة؟
– أعرف عددا كبيرا من لاعبي ليتوال بحكم وجودنا في فترة ما معا في المنتخب الوطني.. أعرف المدرب فوزي البنزرتي ومنتصر الوحيشي وخضت جزءا من مباراة نيس الودية ولكني أحتاج إلى بعض المباريات لإسترجاع جاهزيتي مائة بالمائة وسيكون ذلك إن شاء الله في لقاء الكأس ضد الترجي الرياضي.
• ما هي طموحاتك مع ليتوال وهل تعترف أن الفريق يعاني بعض الصعوبات؟
– النجم مثل كل الأندية الكبرى لا يعلن عن أهدافه وطموحاته طبعا سنراهن على كل الألقاب المحلية والقارية.. أمامنا الآن مباراة الكأس ضد التردي ورهانها كبير لأنها ستؤكد أن الفريق بخير رغم تلاحق المسابقات وضغط الروزنامة وإرهاق معظم اللاعبين وهي العوامل التي دفعت البعض للحديث عن تراجع أصاب “النجم” إلا أن ذلك نتيجة طبيعية لفريق لميركن للراحة منذ 3 سنوات..
• هل كانت فرضية العودة من جديد للنادي الإفريقي مطروحة؟
-لا مستحيل..
رئيس الناد الإفريقي سعى إلى ترشيد القادمين من أوروبا
لماذا؟
– في ظل وجود الهيئة الحالية وبقاء سليم الرياحي على رأس النادي أعتقد أن مجرد التفكير في تجديد العهد مع الإفريقي هو ضرب من “السير في الإتجاه المعاكس” صفحة النادي الإفريقي طويتها نهائيا عندما تأكدت من أن مشاكله وأزماته كلها ناتجة عن هيئته الإدارية والتنفيذية..
• حتى لو كان منتصر الوحيشي من بين العائدين لتولي مهمة فنية بعد أن كان مرشحا للعودة في خطة مدرب مساعد؟
– لست في تبعية للوحيشي.. صحيح أنه كان وراء قدومي في 2014 للإفريقي ولكن خياراتي أحددها بنفسي.. النادي الإفريقي كان تجربة نادرة ومميزة بالنسبة إلي في أول موسم (2014-2015) ولكن منذ نهاية ذلك الموسم انقلبت الأمور رأسا على عقب وتغيرت تصريحا المسؤولين ودخل المدرب السابق للفريق دانيال سانشاز في “لعبة قذرة” لإقصائي من التشكيلة بطلب من المسؤولين للضغط علي من أجل تخفيض راتبي وهو السيناريو نفسه الذي حصل لأكثر من لاعب والأسماء كثيرة وبإمكانك الإتصال بهم وسيخبرونك بالحقائق الصادمة.
• في حديث إذاعي وحين سئل عنك أجاب رئيس النادي الإفريقي سليم الرياحي بالقول : هل مازال ناطر يزاول نشاطه؟ في إشارة إلى أنك على أبواب الإعتزال فهل من تعليق؟
– تعليقي سيكون على أرضية الميدان وبقميص النجم الساحلي.. سأرد على الرياحي وعلى بعض المسؤولين الذين عاملونا (نحن اللاعبين القادمين من أوروبا) بشكل غير إنساني.. سأرد عليهم في المباريات القادمة بقميص ليتوال.. عموما أتفهم موقف سليم الرياحي وأتفهم شعوره بالإحباط عندما علم أني انتقلت للنجم الساحلي وأنه مازال بإمكاني تقديم الكثير في مسيرتي كما أتفهم جهله بكرة القدم.
– الرياحي مسؤول إداري فقط لا يفقه كرة القدم وكان يعتقد أنه سيشترينا نحن اللاعبين الذين كنا نحترف بأوربا.. كان يظن أن حفنة من الأموال كفيلة بأن تحدد تصرفاتنا وخياراتنا ولكنه أخطأ العنوان.. في كلمة سيعرف سليم الرياحي من هو حسين ناطر ومن هو يوهان توزغار ومن هو ياسين الميكاري والتيجاني بلعيد وعبد القادر الوسلاتي وغيرهم..
• على ذكر هؤلاء… أنت متهم مع منتصر الوحيشي بمحاولة التأثير على عبد القادر الوسلاتي وتحريضه على التمرد من أجل مغادرة الإفريقي والنسج على منوالك؟
– والله ليس لي الوقت للدخول في مثل هذه المتاهات.. أحترم كثيرا النادي الإفريقي وخلافاتي فقط مع مسؤوليه وبالتالي لن أرتكب مثل هذه الحماقة وأدخل في مفاوضات مع “الوسلاتي” أو غيره والحال أني في بداية تجربتي مع النجم وعلى التركيز عل إنجاح مسيرتي وإقناع المدرب فوزي البنزرتي قبل موعد هام جدا سيكون أمام الترجي الرياضي في الكأس..
• هل تمت تسوية خلافاتك المالية مع النادي الإفريقي؟
-لا.. الأمر بين يدي المحامي الذي أوكلته للإهتمام بهذا الملف.. أنا بصدد متابعة مآل القضية ولن أتنازل عن أي دينار من مستحقاتي المتخلدة بذمة هيئة الإفريقي..
* بعض الملاحظين يتحدثون عن أن “اللاعبين مزدوجي الجنسية، من الصعب التعامل معهم وهناك لغة وحيدو تجمعهم هي لغة المال.. يحصل على الأموال يلعب.. تغيب الجراية يتوقف العطاء.. كيف تنظر إلى هذه “الإيتيكات”؟
– هذه اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة وإذا كان هؤلاء بنوا قولهم على تجربة بعض اللاعبين في النادي الإفريقي فالأمر ليس قاعدة أن ما حدث لي ولبعض زملائي ممن تقول إنهم مزدوجو الجنسية أمر لا يصدق..
تصور أننا كنا مهددين بالتشرد والمبيت في الشارع بعد أن انتزع منا مالك الشقق التي نقطها المفاتيح لأننا لم ندفع معاليم الكراء لثلاثة أشهر.. النادي الإفريقي سلمنا سيارات مكتراة للتنقل عليها إلى التمارين ولكن صاحب وكالة الكراء انتزعها منا لأن الرياحي لم يدفع المعاليم.. اتصلنا به فتجاهلنا .. طلبنا على الأقل الحصول على أجرة شهر ولكننا لم نحصل على شيء.
هيئة الإفريقي شردت لاعبيها وجوعتهم ثم اتهمتهم باللامبالاة والعصيان والحال أننا لم نحصل على أجورنا لمدة 5 أشهر وهذا لوحده كفيل بالكشف عما عانيناه في الحديقة “أ”.
بقاء سليم الرياحي سيزيد أزمة الإفريقي تعقيدا
• هل ندمت على تجربتك في الإفريقي؟
– إطلاقا لا ففي الموسم الأول توجنا باللقب عن جدارة بفضل اللاعبين ومنتصر الوحيشي ولكن في ثاني موسم لي تغيرت العديد من الأمور وعشنا أوضاعا صعبة ولكن لم أندم على تلك التجربة لأن الإفريقي ككل لا يمثله سليم الرياحي فقط..
• وما الذي جعل الفريق يخوض موسما كارثيا أنهاه في المركز السادس حسب رأيك وبكم هائل من الهزائم؟
– أزمة الإفريقي إدارية وفنية بامتياز.. نفس تلك المجموعة لو وجدت في ناد آخر مع هيئة مديرة وجهاز فني آخر لفعلت المستحيلات ونجحت في الدفاع عن لقبها.. ولكن مع مدرب “سلبي” مثل سانشاز ومع إدارة يقودها الرياحي كان من الصعب جدا أن تتغير الأوضاع.
• هل ترى تغيرا في الأفق لوضعية الإفريقي في الموسم الجديد؟
– بنفس الإدارة وبنفس “الرأس” المدير من الصعب حصول ذلك .. هناك مجموعة جيدة جدا من اللاعبين القادرين على الذهاب بعيدا في الموسم المقبل ولكن الأخطاء الإدارية وسوء التصرف في الفريق قد يبقي الأزمة على ما هي عليه.