السبب الحقيقي وراء انتقال منتصر الوحيشي الى النجم
الخطوة التي أقدم عليها النجم الساحلي بالتعاقد مع منتصر الوحيشي المدير الرياضي السابق بالنادي الإفريقي موسم الحصول على اللقب 2014ـ2015 كانت مفاجئة بالنسبة إلى البعض ولكنّها كانت تطبخ على نار هادئة منذ فترة لأن النجم أدرك أنّّه من الضروري الان البحث عن حلّ لإنعاش الإطار الفنّي وبث روح جديدة صلب الفريق خاصة وأن النجم بدأ يتراجع رغم حصوله على البطولة ومقابلاته الأخيرة تشهد على ذلك ولهذا فإن التغيير كان ضروريّا.
ومجازفة النجم تهمّ أساسا اختيار فنّي كان مساهما في حرمان النجم من التتويج خلال الموسم قبل الماضي ولكن الجزيري راهن على كفاءة الفنّي قبل أن يفكّر في الحسابات البسيطة وهو يعتقد أن الوحيشي هو الشخص الذي ينقص النجم الان لتقديم رؤية جديدة تهمّ الانتدابات أو التدريب.
فوزي هو من اختار الوحيشي
منذ فترة عبّر البنزرتي عن عدم رضاه عن الإطار الفنّي المساعد والسبب ليس غياب الكفاءة بل ضعف الشخصيّة فالبنزرتي بحاجة إلى من يفرض عليه أحيانا تصوّرات جديدة ولهذا فإن إدارة النجم بحثت منذ فترة عن حلّ جديد يجعل الفريق يستعيد الفاعليّة وكان واضحا أن المشكل يهمّ التواصل بالأساس بين البنزرتي ومساعده الأول رضا الجدّي ولا يهم الجانب الفني بل مناقشة الخيارات الفنيّة.وقد انطلقت الاتّصالات منذ فترة بالوحيشي ولكنّه لم يوافق في البداية طالما وأنّه كان ينتظر معرفة قرار إدارة النادي الإفريقي بخصوص تدريب الفريق ولهذا فإن الاتفاق تأجل وعندما أيقن أنّه لن يكون مدرّب الإفريقي الأول اختار حلّا يبدو معقولا لأن العمل في النجم الان يعدّ مكسبا إلى جانب أن « العرف » سيكون فوزي البنزرتي المدرّب الذي حصد أكبر عدد من البطولات في تونس.ودعم فوزي البنزرتي كان حاسما بلا شك في هذا الملف بما أن الجزيري وجنيح لا يمكنهما فرض اسم لا يحظى بدعم البنزرتي وهذا أمر طبيعي بلا شك.
ودور الوحيشي لن يقتصر على التدريب فقط فهو لن يكون مساعدا للبنزرتي والدور الذي سيوكل له يشبه دور نبيل معلول مع روجي لومار فقد كانت له صلاحيّات تفوق المدرّب المساعد وأقرب إلى المدير العام من المساعد وهي خطّة تناسب الوحيشي بلا شك خلال هذه المرحلة من مسيرته على اعتبار أنّه سيمارس التدريب وكذلك جانبا من الإدارة الرياضيّة.وقد كان الوحيشي قريبا من تدريب فريق مستقبل قابس الذي قدّم له عرضا رسميّا ولكن من الطبيعي أن يختار النجم الساحلي والعمل في هذا الفريق خاصة وأنّه سيتمتّع بصلاحيّات هامة وأيضا مساندة من قبل زياد الجزيري وحسين جنيّح وفوزي البنزرتي وهي الأطراف التي تشرف على النجم.
لهذا رفض الإفريقي وقبل النجم
في الواقع لم يرفض الوحيشي عرض الإفريقي فقد أكد أنّه لا يريد العودة إلى العمل في « المكاتب » ويريد العمل الميداني وهذا من حقهّ والإفريقي اختار خليفة كرول وبالتالي حسم الموقف بشكل نهائي.ولهذا لا يمكن القول أن الوحيشي رفض عرض الإفريقي بل اختار الطريق الذي يخدم مصلحته ومستقبله وهو أمر طبيعي وهو يعلم أنّه سيعود إلى الإفريقي لاحقا مثلما يعلم أن العمل في النجم سينزع عنه « جبّة الإفريقي » ويساعده على أن يكون محترفا يعمل في كلّ مكان تتوفّر فيه الظروف المساعدة.