بعد ان اتصل بالوحيشي سليم الرياحي يكشف موعد عودة منتصر و قدوم روجي لومار
التحكيم ذبحنا و”شعب” الإفريقي بقي يشعر بالقهر والظلم
الجامعة تعاملنا بمنظق “معي أو ضدؤ”
اشتدت أزمة النادي الإفريقي دون أن تنفرج وأصبح الوضع في “باب الجديد” لا يطاق حتى أن “شعب” الفريق العريق خرج في مسيرات “نضالية” وقام بتحركات احتجاجية أمام مقر الجامعة التونسية لكرة القدم غضبا من المظالم التحكيمية وتنديدا بالشبهات التي تحوم حول التعيينات التي تتحكم فيها لجنة بركات هناك في جزيرة الأحلام وأيضا الحسابات “الخفية” التي يستهدف أصحابها القلعة الحمراء والبيضاء حسب جماهير النادي.
• هل دفع الإفريقي فاتورة “سياسة الأمر الواقع” التي تتبعها جامعة الدكتور والتي تقوم على مبدأ “إن لم تكن معي فأنت ضدي”؟
– هل حطم صاحب الرباعية التاريخية كل الأرقام القياسية “السلبية” في البطولة المحلية منذ نشأته الأولى في فجر العشرينات لــ”أمر دبر بليل”، وبسبب لعبة “مفضوحة” تدار من خلف الستار؟
• لماذا نزل “أسد” “باب الجديد” من القمة “الشماء” بعد أن رفع البطولة وتأهل إلى رابطة الأبطال وهي حم الأجيال وفخر كل الأفارقة من بنزرت إلى بن قردان؟
• هل أذنب فريق “باب الجديد” بعد أن أعلن “العصيان” واختار السير عكس “التيار” وشن حربا بلا نهاية و”خاسرة” في نظر البعض على منظومة “الفساد” الذي نخر جسد الكرة التونسية؟
• ألا يتحمل أصحاب ا لقرار قسطا من مسؤولية “الإنهيار” جراء سوء التدبير وربما بسبب بعض أخطاء “الرئيس” الذي صوره أهل الدار وهم الأدرى بــ”شعاب” مركب منير القبائلي على أنه “دكتاتور” وبقية المحيطين به مجرد “ديكور” يتفرجون على “السلطان” وهو يأمر ويعزل ويعين؟
• هل كتب على الجمهور الكبير للإفريقي أن يأخذ على عاتقه في كل مرة مسؤولية النزول إلى الشارع لحماية الجمعية من المراسيم الحكومية والمظالم الصارخة؟
• آلاف التساؤلات الحائرة والإستفسارات العالقة التي مازالت تبحث عن إجابات شافية حول الوضع الراهن في “باب الجديد” ولا شك في أن رئيس الجمعية سليم الرياحي هو الشخص الوحيد الذي يملك ما يشفي غليل الأفارقة، وبحوزته أيضا الأمل والحل الأمثل لإعادة البطل إلى السكة الصحيحة؟
وقع الإجماع على أن “شعب” الإفريقي ظاهرة فريدة من نوعها وحير الجميع وأذهل كل المتابعين ليس نتيجة “تكاثره” الرهيب فحسب، وإنما أيضا جراء تحركاته الإحتجاجية “الإستثنائية” كما حصل يوم الأمس الأول فهل تفاجأت إدارتكم بمباردة الجمهور بالدفاع بنفسه على الجميعة؟
قد نكون في غنى عن التذكير بالتضحيات الجسيمة للجماهير العريضة للنادي الإفريقي طيلة مسيرته النضالية والرياضية الطويلة الزاخرة بالإعجاب والحافلة بالألقاب المحلية والإقليمية والدولية في كل الإختصاصات. وأظن أن التحركات الإحتجاجية التي قام به “شعب” الإفريقي خلال الساعات الأخيرة كانت سلمية وتلقائية ونابعة عن شعور بالظلم والقهر وساد الإقتناع داخل أسوار مركب منير القبائلي بأن معاناة بطل تونس مستمرة وتتضاعف بمرور الأيام والجولات وطالما أن حقوقه في المقابلات مهضومة والأصوات المتعالية من قبل مسؤوليه لإنصافه من طرف الحكام مرفوضة. لقد طالبنا منذ البداية بإقامة العدل في الملاعب ومعاملة كل الجمعيات على قدم المساواة بغض النظر عن موقعها في سلم الترتيب ووزنها المالي وقاعدتها الجماهيرية وطبيعة علاقتها مع الهياكل الرياضية لكن دون جدوى. ولا شك في أن مطلبنا معقول وغير مستحيل في بطولة ينبغي أن يتوفر فيها الحد الأدنى من المساواة وتكافؤ الفرص. لقد تعرضنا إلى ظلم كبير من قبل الحكام ويكفي أن نستحضر في هذا السياق على سبيل الذكر لا الحصر ما حصل في مواجهتي جرجيس والقوافل الرياضية بقفصة وفي “دربي” العاصمة ضد الترجي الرياضي التونسي….
• هل تتبنى “نظرية المؤامرة” في تفسير “سقوط” البطل؟
– الحقيقة أنه لم يعد يوجد أدنى شك في تعرض النادي الإفريقي إلى “مؤامرة” دنيئة حتى أنه وقع الإجماع في الأوساط الرياضية على هذا الأمر. ولا شك أن كل الأطراف لاحظت أن هيئة سليم الرياحي ليست وحدها من قال بــ” نظرية المؤامرة” بل أن العديد من المعنيين بالشأن الكروي في تونس تفطنوا إلى اللعبة المفضوحة وكان شعب الإفريقي طبعا واعيا وملما بكل تفاصيلها وهو ما دفعه للتحرك بقوة لحماية فريقه من الحسابات “الخفية” ولا أنكر شخصيا أنني أصبحت على اقتناع تام بأن الأوصياء على الكرة التونسية يتعاملون مع فريقنا بمنطق “أنت معي أو ضدي”.
• ولماذا “يعاقب” فريق “باب الجديد” دون سواه؟
-من المعلوم أن النادي الإفريقي بلغ ذروة تألقه خلال الموسم الماضي. وحصد الإنتصارات وتمكن من رفع لقب البطولة المحلية عن جدارة واستحقاق بعد سبع سنوات عجاف وأذكر أنني خرجت للعبن وأكدت أن هذه البداية ومازال مازال في إشارة إلى أن نادينا يملك كل المؤهلات للبقاء في القمة وصعود درجات أخرة في سلم النجاح وهذا حق مشروع وليس بالأمر الغريب على فريق كبير وعريق وعشاقه بالملايين، وله تقاليد معروفة في المنافسة على الألقاب ويلمك طاقات بشرية كبيرة وإمكانات مالية ضخمة وبالمختصر المفيد دفعنا ضريبة تعبيرنا في الرغبة الكبيرة على مواصلة الهيمنة المحلية والعودة من أوسع الأبواب إلى المسابقات القارية ولا أشك لحظة واحدة في أن بعض الأطراف حرصت على “الإنتقام” من نادينا من خلال “قبر” كل الأحلام والأماني وبواسطة التحكيم ويوجد من وجهة نظري عالم آخر مهم وساهم بشكل واضح في الأزمة وهو سياسي بحت وأؤكد بأعلى صوت أن أعداء النجاح لم يتقبلوا هذه “الإزواجية” في المهام. ولم يرق لهم أن يحقق رئيس الإفريقي نجاحا رياضيا وآخر في الحياة السياسية وقالوا في قرارة أنفسهم “شنوا باش يولينا”؟
* أطنبتم في الكلام عن ظلم الحكام ويقول البعض إنه لا جدال حول جدارة الإفريقي في الحصول على البطولة الموسم الماضي، لكن ناديكم استفاد أحيانا من الصافرة فما ردكم على ذلك؟
– هذا الكلام مردود على أصحابه وسنقدم الأدلة والبراهين التي تبين ما تقول لقد رفع فريقنا لقب البطولة المحلية وهو جدير بهذا الإنجاز بشهادة الجميع كما أن مهمة صعود منصة التتويج لم تكن هينة وانتظرنا اللحظات الأخيرة من عمر السباق لنعلن الفرح. ولم يتجاوز فارق النقاط بين البطل والوصيف النقطتين (65 مقابل 63). في حين أن الهورة بين الإفريقي وهو حامل اللقب والثلاثي المتصارع على اللقب في الموسم الحالي تطرح أكثر من سؤال. لقد قامت الدنيا ولم تقعد بسبب ضربة الجزاء التي تحصل عليها نادينا في القيروان خلال الموسم الماضي (جولة العاشرة ذهابا مع الحكم القصعي) وفي المقابل لم يحرك أهل الحل والعقد ساكنا في الموسم الحالي رغم المهازل التحكيمية ولا يختلف عاقلان حول الظلم الصارخ الذي تعرض له نادينا من قبل الحكام الذين “ذبحوا” بطل تونس.
* قاطعتم فعاليات الجلسة العامة الانتخابية للجامعة التونسية في قمرت فما هي تحفظاتكم على هذه العملية “الديمقراطية”؟
– كان موقف الإفريقي واضحا منذ البداية وأكدنا أنه حان الوقت لإصلاح منظومة التحكيم وتصحيح المسار بخصوص علاقة الجامعة مع الجمعيات المنضوية تحت لوائها وقلنا مرارا وتكرارا إننا نطالب بمعاملة كل “المحترفين” والمنخرطين بصفة عامة على قدم المساواة، لكن لم نلاحظ وجود أي مئشر إيجابي يظهر رغبة الجماعة في قلب الأوضاع وهو ما دفعنا إلى مقاطعة الانتخابات في قمرت. ولا شك في أن من تابع فعاليات الجلسة العامة للجامعة لاحظ أنها تحمل في طياتها عدة دلالات رمزية وتختزل فعالياتها وكواليسها ما رددته على امتداد الأسابيع والأشهر الماضية.
* هل من سبيل لإذابة جبل الجليد بين “باب الجديد” والجامعة خاصة بعد أن أعلن الجريء عن مشروع “المصالحة الشاملة” وقال بالحرف الواحد إن فريقكم في مقام “الجد” في إشارة إلى عراقته ووقاره ووزنه الثقيل في تونس؟
– الإفريقي كبير سنا وتاريخا وعظيم بجمهوره ونحن نرحب بجميع مبادرات الصلح مع الجامعة التونسية لكرة القدم أو مع الوزير ماهر بن ضياء ومع كل الهياكل الرياضية والأطراف المتداخلة في اللعبة الشعبية الأولى في الجمهورية شرط الإصلاح.
ولا بد من وجهة نظري من إظهار حسن النوايا والتأكيد على الجدية في تغيير واقع التحكيم وأظن أن الحلول متوفرة لإصلاح هذه المنظومة والمساهمة في رد الإعتبار لهذا الثقة المفقودة في “قضاة” الملاعب وأعتقد شخصيا أن النهوض بالتحكيم ممكن شرك مراجعة سياسة التعيينات والإستئناس بأهل الذكر المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة سواء تعلق الأمر بالإطارات لمحلية أو الأجنبية ولا أرى مانعا في الإستنجاد ببعض الحكام والمكونين من خارج البلاد من ال تحسين أداء التحكيم التونسي ومن غير المقبول أن نقدم ناجي الجويني (يشرف على لجنة الحكام القطرية ورشحه الجريء لإصلاح التحكيم التونسي) على أنه الوحيد القادر على توفير وصفة العلاج من صداع الحكام.
• بالتوازي مع “المؤامرات” و”الشبهات” حول التعيينات والخلافات مع الجامعة والتأثيرات السلبية لهذا الصراع المرير على مشوار البطل “الجريح” ألا توجد أساب ذاتية ساهمت بدورها في النتائج الــ”كارثية”؟
– شخصيا كنت من أشد الرافضين لسياسة تعليق الخيبات على شماعة التحكيم والعوامل الخارجية بصفة عامة لكن كل الوقائع تثبت للأسف الشديد أن فريقنا تعرض إلى مؤامرة محبوكة ومن المؤكد أيضا أننا وقعنا في بعض الأخطاء وهو أمر طبيعي ويحصل في كل الجمعيات الرياضية ولا أنكر وجود إشكال إداري على مستوى توزيع المهام داخل الهيئة التنفيذية حيث اصطدمنا ببعض الصعوبات لسد الشغورات والحصول على البديل المناسب في كل منصب كما شهدت حقيبة المدير الرياضي جدلا واسعا وهذا أمر مفهوم بحكم أن كرتنا ليست لها تقاليد كبيرة في هذا المجال.
• هل أن فرضية عودة المدير الرياضي السابق منتصر الوحيشي واردة وما حقيقة الرغبة في الإستفادة من خبرة “الجنرال” “لومار” (كمنادحار جنرال)؟
– ما يمكن قوله الآن أن الهولندي “كرول” ثابت في منصبه حفاظا على عامل الاستقرار والحديث عن الوحيشي “ولومار” مؤجل.
• ألم تتسرع هيئة الإفريقي في إبعاد الفرنسي “دانيال سانشيز” وبالأحرى اختارت التوقيت الخطأ لإقالته (بعد خمس جولات من انطلاق البطولة)؟
– إن العارفين بوضع الإفريقي يعلمون علم اليقين أن الإفريقي لم يظلم “دانيال” وأن خروجه كان أمرا حتميا لأنه لم يعد قادرا على تقديم الإضافة.
• أنت متهم بـــ”النرجسية” وحب “النجومية” وتكريس “الدكتاتورية” فماذا تقول؟
– أقول لكل من نسب هذه الأوصاف لشخصي هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ولا شك في أن جميع المسؤولين الذين نالوا شرف العمل في إدارتنا يدركون جيدا أن هذه التهمة عارية من الصحة ومنحت شخصيا صلاحيات بلا حدود لكل المسيرين فكيف يتهمني بعضهم بالإستقرار بالرأي كما أن حكاية استفادة الرياحي سياسيا من الجمعية لا صحة لها وأرفض مرة أخرى الخوض في وضوع النفقات الخيالية التي وفرتها في سبيل نجاح الفريق.
* ما هي فحوى الجلسة “الإستثنائية” مع “الأب الروحي” للجمعية حمادي بوصبيع وهل من حلول عملية لتجاوز الأزمة الحالية؟
– عندما أعلنت عن فتح أبواب الحوار والتشاور مع مختلف مكونات العائلة الموسعة للنادي الإفريقي وقلت إن إدارتنا عاقدة العزم على لم الشمل شكك البعض في قدرتنا على ذلك.
وقد أثبتت الوقائع العكس وتوافد أبناء النادي على الملعب في لقاء مولودية بجاية في رادس لتلبية نداء الواجب واجتمعت أيضا مع السيد حمادي بوصبيع الذي أك من جديد أنه باق على العهد وأنه لن يحيد عن توفير الدعم لفريق “باب الجديد” وفتحت قنوات الإتصال مع قماء النادي والرؤساء السابقين. ومن المؤكد أن كل الأطراف المعنية من محبين ومسؤولين ورؤساء قدامى سيقفون صفا واحدا في سبيل الدفاع عن النادي ومن المنتظر أن تجتمع العائلة الكبيرة للنادي في أقرب الآجال لفض كل المشاكل واقتراح الحلول الكفيلة بتجاوز هذه المرحلة الدقيقة وعاش النادي الإفريقي.
مصدر الشروق