لماذا صمت الجريء ولجنة أخلاقياته بعد سيل الاتهامات؟
فجّر المنسق العام صلب جامعة كرة القدم العربي الدبابي جدلا كبيرا في الأيام الفارطة اثر سلسلة اعترافات تاريخية أفصح عنها اثر صمت طويل وعرّت في مجملها جبلا كبيرا من التجاوزات والمحاباة التي تُدار بها الأمور في “المملكة الشخصية لوديع الجريء”..
الدبابي لم ينطق عن هوى..والرجل خبر الملاعب في مختلف الجهات كما انه يدرك أدق تفاصيل التحركات في مبنى الجامعة وهو ليس هيّنا من منطلق ثقله الرياضي وحتى الاجتماعي حيث يحظى بنسبة متابعة ومصداقية كبيرة لدى الشارع الرياضي فالرجل ينقد أكثر المقربين اليه بلا هوادة ولم يستثن حتى ناديه المفضل من ذلك..
الدبابي كشف حقائق مذهلة عن تجاوزات تحكيمية مخجلة غيّرت مسار عدة فرق كما انه فضح الانتدابات المهنية والتعيينات حسب الولاء والقرابة في أروقة الجامعة وأفصح عن جاهزيته للادلاء باعترافات لدى “التاس”..
وبالتوازي مع ذلك فان عميد المنسقين في تونس نفض الغبار فايسبوكيا حتى عن تفاصيل أخرى لا تقل ثقلا في خطورتها عن معاملات خاصة ومحاباة يدير بها الجريء والحزام المضيّق والمقرب له مختلف دواليب كرتنا..
الغريب هو أن الجريء وحاشيته الاعلامية ولجنة أخلاقيات الجامعة دخلوا في صمت مطبق هذه المرة رغم ان الرجل هدّد ووعد بالتصعيد وانتهاج خطوات قانونية لتدقيق الحسابات المالية..ومع ذلك فان لجنة الفوشالي (يديرها الجريء عن بعد طبعا) لم تنبس ببنت شفة..وهو دليل على حجم المأزق والورطة الذان ينتظران أصحاب الحكم في كرة القدم التونسية..فالرجل كان قريبا من المنظومة ويعي أدق تفاصيلها وكشف عن حيثيات مثيرة توحي بالصدق وأنها ليست مجرد محض خيال..فأين المفرّ من هذه المواجهة الأخلاقية والقانونية؟
