في حوار خاص معز بن شريفية فريق سعودي أغراني بالمليارات لدفعي لمغادرة الترجي

في حوار خاص معز بن شريفية فريق سعودي أغراني بالمليارات لدفعي لمغادرة الترجي

نشرت جريدة الاخبار في عددها الصادر يوم الاربعاء حوار معمعز بن شريفية جاء فيه عن تفاصيل تجديد عقد حارس فريق باب السويقةوفي مايلي نص الحوار” دخل الترجي الرياضي ميركاتو الصيف الجاري استعدادا لموسم 2017-2018 بقوة إذ وفضلا عن التعاقد مع المهاجم ماهر بالصغير فقد مددت إدارة الأحمر والأصفر عقدي ركيزتين أساسيتين هما خليل شمام ومعز بن شريفية حارس مرمى الترجي الرياضي والمنتخب الوطني الذي جدد عقده لمدة 4 سنوات مقبلة بعد أن ترك باب التشويق والإثارة والتأويلات مفتوحا على مصراعيه طوال الفترة الماضية حول مستقبله مع فريق باب سويقة.
وفي حوار مطول وصريح تطرق بن شريفية إلى دوافع تأخر إمضاء عقده الجديد مع الترجي الرياضي وكشف ملامح العروض التي وصلته وكات تدفعه نحو المغادرة قبل انطلاق الموسم القادم.

وتحدث حارس الترجي عن موسم 2016-2017 والتتويج بلقب البطولة مقابل ضياع “الأميرة” وكشف عن موقفه من الإنتقادات الأخيرة الموجهة للاعبي الترجي وللإطار الفني بعد التعادل أمام سان داونز الجنوب إفريقي في رابطة الأبطال وهي المسابقة التي خصها محدثنا بجانب من الإهتمام في حديثه.

 

• تركت التشويق إلى اللحظات الأخيرة قبل تمديد عقدك الذي كان سيعرف نهايته يوم الجمعة 30 جوان الجاري هل كانت الإختلافات حول البنود المادية سببا في كل هذا التأخير؟
– آخر ملف يمكن أن أفكر في النقاش فيه مع إدارة الترجي الرياضي هو المال.. هذا ليس كلام منمق أستميل به الجماهير بل حقيقة أكدتها الأيام والسنوات التي مررت فيها بالحديقة “ب” منذ أكثر من 5 أشهر تم طرح تمديد عقدي ومنذ أول لقاء بيني وبين السيد حمدي المدب أكدت أني باق في الترجي ولكن هناك عديد الملفات الهامة والمقابلات المصيرية للفريق حالت دوني والإمضاء على العقد الجديد.. ثم أن الأمر ليس مستعجلا طالما أن الإتفاق موجود منذ شهر جانفي الماضي حول المواصلة مع الأحمر والأصفر وها أني أوفيت بوعدي مع نفسي ومع المسؤولين ومع الجماهير لأن كل ما أبحث عنه في عروض أخرى موجود في الترجي ولآن وهذا أيضا معطى هام جدا “مازال عندي ما نعمل” في الفريق الذي عرفت مع ألوانه الألقاب والتتويجات وطبعا بعض الفترات الصعبة.

 

• ولكن تأخير تمديد العقد أرجعه البعض إلى خلافات مع الإدارة حول بعض الإمتيازات ومراجعة العقد الجديد.. هل من توضيح؟
– لا أخفي شيئا حين أقول أني لم ألق اهتماما كبيرا لهذه المعطيات أعرف جيدا أن لاعبي الترجي مقارنة بلاعبي بقية الأندية محظوظون سأكشف سرا هاما وهو أن أول اجتماع مع الترجي على العقد الجديد لدراسة مختلف بنوده انتهى بالإتفاق “أكثر من هكة” سأضيف لك شيءا آخر.. اتفاقي مع الترجي رسميا على تمديد العقد كان في شهر فيفري 2017 وكانت كل البنود جاهزة ومتفق عليها ثم تركت بقية الإجراءات والمفاوضات لوكيل أعمالي يامن بن زكري ولم أتدخل في أي شيء إلى حدود يوم الخميس قبل الماضي عندما تسلمت العقد الجديد وأمضيت عليه دون أن أفكر كثيرا خاصة وأن وكيل أعمالي رتب كل شيء وعموما من الصعب جدا بل من المستحيل أن أفرض طلباتي على الترجي لأني لا أرى نفسي يوما خراج الحديقة “ب” إلا إذا تعلق الأمر بوجهة خارج تونس.

• ماهي الدوافع التي حفزتك أكثر لتمديد التجربة مع الترجي الرياضي بعد 7 سنوات كأساسي في مرمى بطل تونس؟
– أولا ومثلما قلت منذ قليل في تونسلا يمكن أن أطمح لأكثر مما هو موجود حاليا في الترجي.. لا مقارنة مع احترامي لكل الأندية رئيس الترجي حمدي المدب وتعامله مع كل اللاعبين والإستحقاقات الكبيرة التي يلعب من أجلها النادي وسمعته خارج تونس أشياء لا يمكن أن نجدها في غير الأحمر والأصفر وبالتالي لا أرى نفسي في مكان آخر مادمت أنشط في البطولة التونسية..
– لا أنسى أيضا أن لاعبي الترجي محظوظون في ظل وجود رئيس ناد لا يترك كبيرة ولا صغيرة سواء ماديا أو معنويا، لتوفير ظروف النجاح والتمهيد للألقاب وبالتالي ما عشته في الفريق طوال 7 سنوات (مع الأكابر) وما ينتظرنا في الأشهر القليلة المقبلة حفزني لأواصل المسيرة دون تفكير أو ردد رغم التأخير بعض الوقت في الإمضاء على العقد الجديد..
• تحدثت عن الإستحقاقات والرهانات المقبلة والغريبة في الترجي والتي حفزتك أكثر للتمديد .. تعني رابطة الأبطال؟
– نعم مسابقة رابطة الأبطال لموسم 2016-2017 هي أبرز استحقاق يتنظره الترجيون في العام 2017 هذه المسابقة ليست وحدها التي حفزتني للمواصلة والتمديد هنا ولكن أستطيع القول إنها من أبرز العوامل التي دفعتني إلى عدم التفكير كثيرا وعدم التردد في البقاء في الأحمر والأصفر..
– الترجي ابتعد عن الواجهة قاريا.. هذا لا يليق بفريق في عراقته وسمعته وحجم لاعبيه رياضيا وماديا.. لا بد لنا من العودة بعد لقب 2011 وجدنا أمامنا الفرصة لفرض سيطرتنا على القارة الإفريقية لمدة 4 سنوات بعد أن بلغنا النهائي في 2010 و 2012 ونصف النهائي في 2010 ولكن الله غالب تعددت الأسباب ولا فائدة في العودة إليها..
– ضاعت ألقاب كانت في متناولنا خاصة في 2012 أمام الأهلي المصري وذلك بعد التعادل في القاهرة (1-1) وأضعنا فرصة لعب النهائي في 2013.. والآن أرى أن الفرصة مواتية وكل الظروف سانحة لنذهب إلى أبعد ما يكون ولنتوج من جديد بهذا اللقب الذي اعتبره الأهم في مسيرة الترجي لهذا الموسم.

هذا طبعا إلى جانب كأس الأندية العربية البطلة وهي مسابقة سنوليها اهتماما كبيرا في شهر جويلية رغم أنها ستضيف إلى الترجي ضغوطات كبيرة وصعوبات أكبر..

الترجي في نسخة فوزي البنزرتي قادر على رفع رابطة الأبطال

• ستلعبون من أجل التتويج بها أيضا بالتوازي مع رابطة أبطال إفريقيا .. ألا ترى أن تردد بعض الأندية وانسحاب أخرة هو مؤشر لكون هذه المسابقة قد لا ترى النجاح الذي ينتظره بعض المهللين لها؟
– الوزن المالي لمسابقة دوري أبطال العرب 2017 في نسخة جديدة وبنظام جديد قد يحفز كل الأندية على وضع كل ثقلها للتتويج بها.. المسابقة ستشهد مشاركة مصغرة للأندية العربية مثل الترجي والهلال السعودي والمريخ السوداني والأهلي المصري وهذا معطى يرثر على عودتها من الباب الكبير..
– ثم أن العائدات المالية (لا مليارات للفريق المتوج) ستكون أيضا أكبر حافز لإنجاح المسابقة.. لا ننكر أن كل مسابقة تكتسب أهميتها من عائداتها المالية..

• هل سيمنح الترجي هذه المسابقة أهمية أكبر من الثانية بين رابطة الأبطال الإفريقية وكأس الأندية العربية؟
– سنخوض كل مسابقة بنفس الهدف وهو التتويج باللقب ولكن لا أحد يمكن أن ينكر ما لرابطة أبطال إفريقيا من اشعاع ووزن مالي ورياضي فضلا عن آفاقها وهي خوض كأس السوبر الإفريقي ومونديال الأندية.. سنلعب دوري أبطال العرب بهدف التتويج ولكن الإستحقاق الأكبر سيكون رابطة الأبطال الإفريقية لا بد لنا من التتويج..

ليتوال هو المنافس الأول لنا..والإفريقي عائد إلى الواجهة

• الترجي قجم عرضا متواضعا أمام صان داونز الجنوب إفريقي في رادس يوم الإربعاء الماضي وأثار حيرة بعض الأنصار وغضب البعض الآخر.. كيف ترد على هذه الإنتقادات؟
– الجماهير أحيانا تأخذ كل مباراة على حدة ونحن كلاعبين وإطار فني ننظر إلى الحصيلة ككل إلى حد الآن.. من حق الجمهور أن يطالب دائما بالإنتصارات ولكن لا ننسى أن الترجي لا يزال في الصدارة وهذا معطى هام ومكسب كبير قد يدفع بعض المنتقدين والغاضبين إلى مراجعة مواقفهم .. الأمر الثاني الذي يمكن أن أعلق به على المستوى المتواضع الذي ظهرنا به في رادس أن صيام اللاعبين خلال التمارين وعلى امتداد ذلك الأسبوع كان له دور في هبوط النسق والجاهزية البدنية شيئا ما.. هذا عامل من شأنه أن يؤثر بعض الشيء..
– لا ننسى أيضا أننا نواجه بطل نسخة رابطة الأبطال 2016 ففريق سان داونز منافس يفرض الإحترام وهزمناه في بريتوريا منذ أسبوعين وبالتالي فنتيجة التعادل أمامه في رادس ليست دليلا على تراجع الترجي الرياضي بل كانت لها دوافعها والأهم من كل ذلك أنها لم تبعدنا عن صدارة المجموعة التالية..

• ترى أن المجموعة الحالية على ذمة المدرب فوزي البنزرتي خالية من النقائص وقادرة على التتويج باللقب الذي تبحثون عنه منذ 2011 ؟
– لا أقول أنها مجموعة مثالية وخالية من النقائص ولكننا نراهن على التتويج..
نحن نلعب حسب المراحل طوينا المرحلة الأولى بصعوبة بعد مباراة “ساخنة” أمام حوريا كوناكري الغيني، الآن دخلنا دور المجموعات بنظامه الجديد ووضعنا مع الإطار الفني هدفا وهو بلوغ الدور ثمن النهائي ونحن قاب قوسين من بلوغه إن شاء الله نهاية هذا الأسبوع عندما نواجه فيتاكلوب الكونغولي ثم سنركن إلى الراحة على أن نعود من بوابة الأدوار ربع النهائية وسنحدد أهدافنا حسب المراحل ولكل دور أهميته.

• الأمور ستكون أصعب مع انطلاق أدوار الإقصاء المباشر أليس كذلك ؟
– طبعا ولكن هذه الفرضية واردة بكل تناقضاتها يعني أن هناك أندية لم تقدم مستوى كبيرا في أدوار المجموعات ولكن بإمكانها أن ننتفض في أدوار الإقصاء وهناك أندية أخرى قد تفعل العكس وتكون جاهزة في دور المجموعات ثم تنهار في الإقصائيات المباشرة..
– عموما لا بد أن نكون جاهزين لكل المنافسين وأرى أن المجموعة الحالية في الترجي ومع احترامي لكل الأندية قادرة على رفع لقب رابطة الأبطال.. لا أرى أننا سنجد ظروفا أصعب وما عشناه في لقاء حوريا كوناكري سنخوض المسابقة الآن دورا بدور ورهاننا كبير للعب النهائي ثم هناك ستكون “المعركة الكبرى”

• نراك مهتما كثيرا بهذا اللقب.. هل نرى أن عدم خروجك من الترجي هو هذه المسابقة التي كنت قد توجت بها منذ 6 سنوات؟
-اهتمامي ينبع من كوني خضت المسابقة 4 مرات في مراحلها الأخيرة مرتان النهائي ومرة واحد نصف النهائي ومرة واحد توجت بها.. ورأى أن الوقت حان لتجديد العهد معها..
عدم خروجي من الترجي مثلما قلت هو للراحة التي أجدها هنا وأيضا للرهانات والإستحقاقات ومنها رابطة الأبطال..

• من المؤكد أنكت تلقيت عروضا من أندية في تونس أو خارجها؟
– في تونس لم تصلني عروضا رسمية ولكن خارج بطولتنا وصلني أكثر من عرض ولكن العرض الرسمي كان من نادي عريق وكبير في الدوري السعودي (أعتذر عن ذكر الإسم) وكان ذلك قبل وحتى بعد الإمضاء للترجي… أغراني هذا النادي السعودي بالمليارات ولكن رفضت في الوقت الحاضر الخروج رغم قوة المال.. المال وثقل العرض الذي وصلني.

* هل هو رفض مؤقت إلى ما بعد رابطة الأبطال؟
-لقد أمضيت عقدا جديدا مع الترجي إلى جوان 2019 وكل فريق يريد انتدابي ما عليه سوى التفاوض مع هيئة الترجي.

* هل يعني ذلك أنك ضد التجارب في الدوريات الخليجية؟
– أحترم كل زملائي الذين ينشطون حاليا أو سبق لهم اللعب في الدوريات في الخليج ولكن في الوقت الحاضر لا تستهويني هذه الوجهة ولا أفكر في اللعب في أحد الدوريات هناك.. قلت لك أن العرض السعودي كان مغريا جدا ولكن حاليا أرفض مبدئيا خوض تلك التجربة في فترة لاحقة قد يكون التفكير في هذه التجربة واردا لكن الآن لا..
* الكثير من الجماهير الترجية انتقدتك وشنت حملة عليك في المرحلة الأولى من البطولة وخاصة بعد “دربي” هدف صابر خليفة كيف تعاملت مع الحادثة؟
– والله اهتم بعملي وبحب جماهير الترجي الحقيقية التي تعرف من هو معز بن شريفية وماذا قدم للترجي وكيف يفكر حين يكون في مرمى الأحمر والأصفر.. الحملة زادتني قوة وصلابة وعزما على التألق والنجاح..

* بعض المحللين الفنيين رجحوا أن سيطرة التردي الرياضي والنجم الساحلي ستواصل في موسم 2017-2018 في ظل المؤشرات الحالية؟ كيف تعلق؟
– هذا وارد ولكن بنسبة متوسطة لأن النادي الإفرقي وبعد التتويج بالكأس سيعود إلى عنفوانه حسب رأيي وبعيدا عما يحصل داخل الإفريقي وهذا شأن لا يعنينا ولست على اطلاع كبير به فإن ما يقدمه الفريق على المستطيل الأخضر يؤثر لأن الفريق قادر على المنافسة على الألقاب في الموسم المقبل رغم أن النجم الساحلي وفي ظل ما يقدمه حاليا يبقى المنافس الأول للترجي سواء في بطولة 2016/2017 أو في رابطة الأبطال رغم أن الكلاسيكو الأخير أكد امتياز وجاهزية الأحمر والأصفر..

* كيف عشت أوائل مباراة للمنتخب في عهد عودة نبيل معلول وكيف ترى الفترة المقبلة؟
– الجميع خرج بشهادة واحدة وموقف واحد بعد لقاء مصر وهو أن المنتخب قدم مستوى أعادنا إلى ما كنا قدمناه أمام الجزائر والزمبابوي في الكان 2017 .. نبيل معلول عرف كيف يأخذ المباراة تكتيكيا وفنيا وبإجماع كل الملاحظين هناك تغيير في أسلوب لعب منتخبنا وهذه إحدى ميزات المدرب الجديد الذي “فتح” طريق العبور إلى مونديال 2018 رغم أن أصعب امتحان هما مباراتا الكونغو الديمقراطية في أوت وسبتمبر المقبلين واللذين سيؤكدان جاهزية منتخبنا..