فخر الدين بن يوسف يخرج عن صمته ويكشف
منذ إصابته نهاية الموسم الماضي، لم يظهر فخر الدين بن يوسف في تشكيلة الترجي الرياضي واكتفى بتلقي العلاج بين تونس وفرنسا على أمل أن يسترجع مكانه من جديد، ولكن فترة الراحة التي ركن لها منذ شهر ماي 2016 بدت لكثيرين مؤشرا على عدم نجاح صفقة انضمامه للأحمر والأصفر حتى أن البعض تحدث عن مغادرته للحديقة “ب”
فخر الدين بن يوسف ظهر الأسبوع الماضي من جديد في تمارين الترجي الرياضي، ولكنه تدرب على انفراد إلى حين استرجاع مؤهلاته البدنية مع قرب عودته إلى أجواء المباريات في النصف الأول من شهر ديسمبر المقبل.
وفي حديث مطول لــ”الأخبار” كشف مهاجم الترجي مستجدات وضعه الصحي ودوافع الراحة المطولة التي يخضع لها والتي أفرزت جدلا حول حقيقة حالته الصحية كما تحدث عن مستوى الترجي في البطولة والإتتقادات الموجهة للإطار الفني وعن رهانات فريقه لموسم 2016-2017 وتطرق إلى وضعية فريقه السابق النادي الصفاقسي وإلى مستوى البطولة وأداء الأندية الكبرى.
• لنبدأ بمستجدات حالتك الصحية فبعد احتجاب طويل ظهرت في تمارين الترجي على انفراد الأسبوع الماضي، متى تكون العودة إلى النشاط؟
– أنهيت المرحلة الأولى والأهم في فرنسا وخضعت إلى علاج تحت إشراف الطبيب والجراح الفرنسي المعروف “سنوري كوتي” العملية الجراحية على مستوى الركبة تتطلب راحة لمدة 6 أشهر، الآن قضيت منها 4 أشهر ونصف تقريبا ومن المنتظر أن تكون عودتي إلى الملاعب مبدئيا منتصف شهر ديسمبر طبعا بعد الخضوع إلى كشف مراقبة أخير في فرنسا ليمنحني الطبيب رسميا الضوء الأخضر للعودة.
• ألا تعتقد أن فترة العلاج والراحة بدت طويلة شيئا ما.. ألا يمكن لهذا المعطى أن يزيد في حجم الإشاعات حول حقيقة وضعك الصحي وجاهزيتك ومستقبلك في الترجي؟
-لا أشاطرك الرأي في هذا الموضوع، فالراحة لا بد أن تكون مكتملة تماما حتى لا تحصل مضاعفات جانبية قد تجبرني على الركون من جديد لفترة أخرى لا قدر الله إل الراحة، وعموما فإن ملف حالتي الصحية تحت إشراف الدكتور “كوتي” الذي يتابع تطور الوضع وجاهزيتي وستكون عودتي إلى ذروة جاهزيتي البدنية في شهر ديسمبر أفضل من العودة قبل ذلك بمستوى جاهزية لا تتجاوز 50%.
* لماذا لجأت إلى فرنسا للعلاج، ولماذا لم يكن ذلك تحت إشراف طبيب الترجي؟
– أعرف جيدا الدكتور “كوتي” وسبق لي أن تعاملت معه وبالتالي ارتأيت أن أواصل العلاج تحت إشرافه وهذا دون أن أمس من كفاءة طبيب الترجي بل إنه على بينة من تطور حالتي الصحية وتدرجي نحو الشفاء.
* هل تعلم أن إصابتك أو لنقل تكرر اصابتك وضع مستقبلك مع الترجي على المحك وتتالت التعاليق حول الصفقة الأضخم في كرة القدم التونسية؟
– لم أفهم ما قصدته .. ولكن أقول إن الإصابات جزء من مسيرة اللاعب وجزء من كرة القدم، أما الحديث عن أن صفقة انضمامي للترجي هي الأرفع والأغلى في تونس فهذا أصبح موضوعا مستهلكا أفضل عدم الحديث عنه.
* هناك حديث عن مستقبلك مع الترجي.. بعبارة أوضح الحديث في أوساط جماهير الترجي الرياضي يدور حول إمكانية مغادرتك خصوصا في ظل الإنتدابات التي قام بها الفريق؟
– سأحسم الجدل نهائيا بشأن مغادرتي للترجي من عدمها، وسأقول إني لن أغادر الفريق قبل نهاية عقدي في 2019 هذا أمر مفروغ منه.
سمعت من بعض المقربين مني أن “جماهير الفايسبوك” تتحدث عن خطورة إصابتي وإمكانية مغادرتي للترجي ولكن أقول إن فخر الدين بن يوسف ما يزال بإمكانه أن يقدم الكثير للأحمر والأصفر ولم آت إلى هنا للراحة أو لإنهاء مسيرتي الكروية وضمان “جراية تقاعد” مريحة بل أن أحلامي وطموحاتي كبيرة وسأعود أفضل بكثير مما بدأت عليه مع الفريق في الموسم الماضي، اتفاقي مع المسؤولين على أني سأواصل مع الترجي مؤكد ولا مجال للشك فيه وعموما لا أهتم كثيرا لما تقوله بعض أوساط الأحباء.
• لكن هذا الحديث لم يكن ليفرض نفسه على سطح الأحداث لولا أنك –بصراحة- ظهرت بمستوى عادي في الفترة التي حملت فيها ألوان الترجي إلى الآن، ثم أن الفريق انتدب فيلقا من اللاعبين قد يعقد مهمتك في استعادة مكانتك السالفة؟
– أولا ومع احترامي لكل المنتدبين الذين تعاقد معهم الترجي في الموسم الحالي، والذين لا شك حول مكانتهم الكروية وخبرتهم فإني أرى أن مكاني لا لبس فيه في تشكيلة الترجي، وحال عودتي من الإصابة سأفرض نفسي ولا أخشى أي وافد جديد على الفريق… ثقتي بإمكاناتي كبيرة وموعدنا في شهر ديسمبر .. أمامي الوقت الآن للتدرب بنسق عال ومخطيء من يقول إن “فخر الدين بن يوسف” انتهى كرويا.
• كيف تقيم أداء الوافدين الجدد إلى حد الآن وخصوصا أن بعضهم سبق لك أن جاورتهم في “السي آس آس” مثل محمد علي منصر والفرجاني ساسي؟
– من الواضح أن الأسماء التي انضمت خلال الصائفة الماضية للترجي قد سبقتها شهرتها وامكاناتها وأن مكانتها كبيرة فهشام بلقروي مدافع دولي مع منتخب الجزائر ومحمد علي منصر والفرجاني كانا عنصرين من أبرز ركائز “السي آس آس” والمنتخب في السنوات الثلاث الأخيرة وأعتقد أنهما سيقدمان الإضافة للمجموعة الحالية.
بالنسبة إلى أنيس البدري من الواضح أنه يملك إمكانات جيدة أظهرها خصوصا في نهائي الكأس أما بالنسبة إلى أيمن بن محمد ومحمد زعبية فلم أشاهدهما ولكن يبدو أنهما يملكان مؤهلات تجعل كليهما جديرا باللعب في الترجي.
• بهذه الإنتدابات وبهذه المجموعة ككل بدا أداء الترجي متواضعا في مفتتح البطولة.. وتهاطلت الإنتقادات على المدرب عمار السويح خصوصا بعد التعادلين ضد حمام الأنف ومستقبل قابس؟
– الترجي قدم مستوى رفيعا جدا في الكأس وخصوصا مباراتي ربع النهائي ضد النجم والنهائي أمام الإفريقي، ولكن حصل بعض التراجع عند ا نطلاق البطولة وهذا أمر كان منتظرا والحق يقال فأولا الفريق لم يركن للراحة وخضع لنسق متواصل من المباريات التي بانت آثارها السلبية في مفتتح الموسم الحالي، وثانيا لا ننسى أن مستوى المرحلة الأولى من البطولة بدا رتيبا وبطيئا.
لا أنكر أن الترجي لم يكن نسق لعبه سريعا وتصاعديا كما أن عدم التسجيل مبكرا وعدم فرض السيطرة على المنافسين ولقاء مستقبل قابس أفضل مثال من شأنه أن يدخل الشك وسط المجموعة ككل خصوصا مع تصاعد الإنتقادات الموجهة رأسا للمدرب عمار السويح.
• إذن تعتبر أن الترجي لا يعيش “بوادر أزمة” وليس هناك اشكال حول الآداء والنتائج ف الوقت الراهن؟
– لا قطعا..لا قد يستقيم القول أن الفريق تعثر في مباراتين متتاليتين وهذا ليس من عادات الترجي وقد يجدر القول إن المجموعة ليست في أفضل مستوياتها ولكن من الخطأ الحديث عن أزمة نتائج أو أزمة مردود داخل الترجي الرياضي باعتبار أننا لا نزال في بداية الموسم.. من حق الجمهور أن لا يكون راضيا على ما أظهره اللاعبون في لقاءي الجولتين الرابعة والخامسة ولكن الإنتقادات اللاذعة قد تعود بالضرر على الفريق وهو يستعد لمباراة هامة جدا وهي مؤشر حقيقي سيحم على الجميع إن كان الترجي جاهزا على أحسن وجه أم لا..
لن أغادر الترجي.. ولا أخشى الإنتدابات الجديدة
• الجماهير الغاضبة انقسمت إلى شقين أحدهما طالب ولا يزال بإقالة المدرب عمار السويح بدعوى أنه لم يمنح الفريق طابع لعب واضح وشق آخر يقول إن إقالته مجازفة غير محمودة العواقب؟
– من الجحود أن ينكر جمهور الترجي أن عمار السويح قدم الإضافة فقد جاء في ظرف صعب جدا والفريق قد غادر مسابقة كأس الكاف (2015) ووضعه على السكة الصحيحة، كما أنه قاده لإحراز الكأس والحلول في المركز الثاني في البطولة والتأهل لرابطة الأبطال ولولا بعض العثرات لكنا أبطال الموسم الماضي.
عمار السويح مدرب يخطيء مثل كل الفنيين في العالم ولكن أعتقد أنه مظلوم من قبل أنصار الترجي ورأى أيضا أن المطالبة بإقالته في هذا الظرف مغامرة محفوفة بالمخاطر قد تزيد في تعميق الصعوبات وقد تكون آثارها وتداعياتها خطيرة وباهظة الثمن على الفريق.
• سيلعب الترجي على3 واجهات وهي البطولة والكأس ورابطة الأبطال وربما أربع إذا تأكدت المشاركة في كأس الأندية العربية.. هت تعتقد أن الرصيد الحالي كفيل بأن يفي كل هذه المسابقات حقها؟
– ولم لا.. الترجي يملك رصيدا ثريا ثم أن هذه المسابقات لن تكون متزامنة مع بهضها البعض، فالفريق يدخل في شهر مارس ساق رابطة الأبطال كما أن مسابقة الكأس ستكون خلال العام الجديد…
رغم هذا أرى أن مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية هي الأهم والأكثر وزنا حسب رأيي وسيكون الترجي جاهزا للمراهنة عليها.
الدربي إمتحان حقيقي للإفريقي
• قبل ذلك، هناك البطولة أولا.. كيف تقرأ مواجهة “الدربي هذا الأسبوع وهل ترى أن نتيجتها لن تمر دون أن تحدث تغييرا من هذا الجانب؟
– من الطبيعي أن تكون المباراة (رغم أن الرهان ليس كبيرا) ذات أهمية كبرى فهي تقريبا أول امتحان من الوزن الثقيل هذا الموسم ولكن بما أن البطولة ستلعب على مرحلتين فإني أستبعد أن تكون لها تبعات كبيرة.. بل من الخطأ أن نعتبر أن “الدربي” سيحدد مصير هذا المدرب أو ذاك … الموسم لا يزال في بدايته وتأهل الترجي والإفريقي إلى مرحلة التتويج أمر شبه محسوم وبالتالي فأي نتيجة لمباراة الأحد لا بد أن يبني عليها الفريق المنتصر والمنهزم على حد السواء.
• هل ترى أن النادي الإفريقي قد خرج نهائيا من أزمة الموسم الماضي ولاح فريقا جديرا باللعب من أجل اللقب؟
– المؤكد أن الإفريقي الحالي أفضل بكثير من إفريقي 2015-2016 والمؤكد أيضا أنه تخلص من عديد الشوائب والإشكاليات ولكن القول إنه سيكون مراهنا بارزا على اللقب فهذا سابق لآوانه لأن الفريق يشكو من عديد المشاكل خصوصا على مستوى الخط الأمامي في غياب مهاجم صريح هداف والدليل أن أهداف الفريق توزعت بين لاعبي الوسط أو من الكرات الثابتة.
– الإفريقي سيكون ضمن مجموعة التتويج ولكن ما يزال في حاجة إلى تأكيد حسن مستواه ليصحح القول إنه سيراهن على البطولة.
• هل انقطعت علاقتك بالنادي الصفاقسي أو بالأحرى ما هي علاقتك بالهيئة الحالية “للسي آس آس”؟
– علاقتي عادية جدا… أو لنقل أنه ليس هناك علاقة ..
• ما أسباب ذلك؟
– ربي يهدي.. رئيس “السي آس آس” السابق وضني وجها لوجه مع الجماهير وروج أني تنكرت لفريقي الأم والحال أن قلبي “صافي” مع “السي آس آس”.
• هل تعتبر أن “السي آس آس” في أزمة… وإذا كان الأمر صحيحا .. ما دوافع ذلك؟
– النادي الصفاقسي ليس في أزمة ولكنه يعيض بعض الصعوبات نتيجة سوء تصرف الهيئة السابقة إذ من ينظر إلى الأموال التي دخلت خزينة الفريق من بيع اللاعبين (ندونغ، فرجاني ، بو يوسف، علي معلول، منصر، أجايي) وهي بالمليارات ويرى الإنتدابات العادية والمتواضعة يطرح سؤال غامضا حول مصير المليارات التي دخلت للخزينة وماذا فعلت بها الهيئة.. هناك مؤشرات لسوء تصرف إداري لا بد من كشفه.