خسر النادي الإفريقي خلال السنوات الماضية وعلى مرّ التاريخ عديد اللاعبين
الهامين والمؤثّرين ومعظمهم من أبناء النادي ولكنّه هذه المرّة يستعدّ لخسارة
«ابنه الذي لم ينجبه» فرحيل صابر خليفة لن يكون حدثا عاديّا في مسيرة
النادي حتى وإن أراد البعض تبسيط الوضع.
فالإفريقي لا يتوقف على أي لاعب وهذه حقيقة مطلقة ولكن الانتقال
من وضع إلى وضع لن يكون سهلا هذه المرة لأن بصمة ابن الملعب القابسي
سابقا دخلت تاريخ النادي حيث سجّل اسمه بأحرف من ذهب.
ومن النادر أن قضى لاعب أربع سنوات مع النادي الإفريقي دون أن يتعرّض
إلى النقد أو أن يخسر مكانه الأساسي و ثقة المسؤولين وهو الاستثناء
الذي صنعه صابر في الإفريقي فأجمع على قيمته العالية كل المدرّبين
الذين مرّوا بالفريق ومختلف المسؤولين الذين أشرفوا على الفريق
الأول طوال هذه الفترة.
فمجازفة صابر خليفة بترك مرسيليا الفرنسي وما يحصل عليه من
امتيازات مقابل الالتحاق بالنادي الإفريقي كان أمرا لا يصدّق في
البداية وبعد أن كانت مرحلة سليم الرياحي مرتبطة بعبد المؤمن
دجابو فإن نجاح صابر خليفة أنسى الجميع اللاعب الجزائري ليصبح
صابر عنوان هذه المرحلة البارز.
صابر خليفة اختار اللعب لنادي الكويت والرهان هذه المرّة أصعب من
السابق فقد ترك زياد الجزيري خلال مروره بهذا الفريق ذكريات إيجابيّة
للغاية وكان عنوان التألق ونجم النجوم ثم واصل عصام جمعة على
هذا المنوال وقاد نادي الكويت إلى عديد الألقاب وفرض نفسه أفضل
هدّاف وأفضل لاعب وها أن نادي الكويت يستعدّ هذه المرّة لاستقبال
«أمير جديد» هو صابر خليفة الذي سيكون نجم الدوري الكويتي
خلال الموسم القادم.
وباستثناء تجربته مع الترجي الرياضي التي لم تكن حافلة بالتتويجات
رغم أنّه لعب الدور النهائي لرابطة الأبطال فإن خليفة نجح أينما مرّ سواء
مع نادي حمّام الأنف عندما صنع الفارق وحرم الإفريقي من البطولة
أو عندما لعب لفريق ايفيون وقاده إلى أوّل انتصار في تاريخه في الدرجة
الأولى وقاده لتأمين مكانه في الدرجة الأولى وقاده إلى نهائي تاريخي
وعندما غادره نزل الفريق إلى الدرجة الثانية قبل أن يقع حلّه وهو يملك
أفضل هدف في الدرجة الفرنسية الأولى من حيث المسافة الفاصلة
بين منطقة التسديد والمرمى كما أنّه لعب في رابطة الأبطال الأوروبية
مع فريق مرسيليا وعليه فإن خليفة سينجح من جديد في الدوري الكويتي.
تتويجات
علاقة صابر خليفة بالنادي الإفريقي ميزتها الأساسية التتويجات العديدة
فمنذ أن تعاقد الإفريقي مع هذا اللاعب لم يعرف غير منصّات التتويج
فخلال موسم خليفة الأول مع الفريق توّج الإفريقي بطلا لتونس
(2014ـ2015) وذلك للمرّة الأولى منذ موسم (2007ـ2008).
وخلال الموسم الثاني بلغ النادي الإفريقي نهائي كأس تونس ورغم
الخسارة ضد الترجي الرياضي (2ـ0) إلا أن خليفة كان أحد العناصر
التي ساهمت في الوصول إلى هذا الدور بعد سنوات من الغياب.
وخلال الموسم الثالث حصل الإفريقي على المركز الثالث في الترتيب
العام ولكنّه توّج بكأس تونس للمرّة الأولى منذ سنوات طويلة وذلك
على حساب اتحاد بن قردان بنتيجة 1ـ0 كما أن الإفريقي بلغ الدور
نصف النهائي من كأس الاتحاد الإفريقي بعد 6 سنوات من الانتظار.
وخلال الموسم الأخير (2017ـ2018) حصل النادي الإفريقي على
المركز الثاني ولكنّه نجح أيضا بالحصول على كأس تونس على
حساب النجم الساحلي في نهائي لن ينسى بسهولة حيث هيمن
عليه الإفريقي بفضل ثنائية خليفة.
وخلال هذه السنوات القليلة فإن خليفة توّج مرّتين هدّافا للبطولة
وهو ما لم يحصل منذ أن توّج وسام بن يحيى هدافا للموسم في (2007ـ2008).
وفي تأكيد على أن النجاحات ليست مصادفة فإن التاريخ سيحتفظ
«لولد خليفة» بكونه الهدّاف التاريخي للفريق مع كلّ تتويج فعندما فاز
الإفريقي على الترجي الجرجيسي في اخر جولة ليحرز البطولة كان
صابر خليفة صاحب هدف الانتصار الحاسم وعندما توّج بكأس تونس
بعد سنوات على حساب اتحاد بن قردان سجّل الهدف الوحيد وعندما
توّج الإفريقي على حساب النجم الساحلي سجّل هدفين !!!.
تعويضه مستحيل الان
«لا يوجد شخص لا يعوّض» فالإفريقي سينسى خليفة بعد سنوات
بلا شك عندما يظهر نجم جديد يصنع الفارق ويجلب الألقاب ولكن إلى
حين ظهور «المهدي المنتظر الجديد» فإن الموسم القادم سيكون
صعبا للغاية لأن الإفريقي سيكون محروما من روحه.
فاللعب ضد الإفريقي بوجود خليفة يختلف كليّا عن اللعب ضد الإفريقي
دون هذا اللاعب لأنّه يسجّل ويصنع الأهداف ولكن أيضا عندما يحصل
التراجع داخل المجموعة فهو من يدفع اللاعبين إلى مضاعفة الجهد.
هذا هو صابر الذي ستفتقده الإفريقي خلال هذا الموسم فلا أحد من
اللاعبين قادر على استيعاب الأمر فصابر اللاعب قد يقع تعويضه رغم
أن الأمر صعب للغاية ولكن صابر الشخص سيكون لغيابه تأثير كبير
على باقي اللاعبين بحكم أنّه يسعى إلى حلّ مختلف الإشكالات
خارج الميدان ويساعد اللاعبين على تجاوز المصاعب الشخصيّة
التي يعرفونها فهو طبيب نفساني خارج الميدان ودون الدخول في
باقي التفاصيل فإن خليفة سيترك فراغا كبيرا.
الوقت المناسب
سيترك خروج خليفة فراغا كبيرا داخل الميدان وخارجه ولكن من
حق هذا اللاعب أن يغادر الان فالعرض الكويتي ليس العرض الأول
الذي وصله فقد تلقى عروضا من الدوري القطري والسعودي والإماراتي
ولكنهّ كان في كلّ مرّة يؤجل خروجه ويترك الفرصة لحلّ ودّي مع النادي
الإفريقي فيقبل بالتخفيض في جرايته ويقبل التنازل عن بعض المستحقّات
ولكن هذه المرّة فإن العرض لا يمكن رفضه من الناحية الماليّة.
ومن الأفضل مغادرة الفريق بعد الحصول على عديد التتويجات بدل
مغادرته بعد المصاعب فالتاريخ سيحفظ لصابر خليفة أن أول لقاء
رسمي اقترن بالانتصار ضد نجم المتلوي بنتيجة 1ـ0 واخر لقاء اقترن
بانتصار على حساب النجم الساحلي وبتسجيل اللاعب لثنائيّة إضافة
إلى الحصول على كأس تونس وليس هناك أفضل من هذه النهاية (المؤقتة).
منتخب ليبيا يُراهن على تجنيس لاعب النادي الافريقي و تعزيز صفوفه استعداداً لكأس العالم 2026
نقطة ضعف قاتلة في صن داونز ،الترجي يستعدّ لاستغلالها
رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم يفتح باب التجنيس لتعزيز منتخبه
معين الشعباني يكشف النقاب عن هذا السر في تحدّي اتّحاد العاصمة الجزائري!