خالد بن يحيى سأقود حملة الكرة الشاملة في الترجي
ادلى مدرب الترجي الرياضي التونسي خالد بن يحيى بحوار لجريدة الاخبار عبر فيه على موافقه من عدة
مسائل حول تدريب فريق باب السويقة كشفا موافقه من علاقته بنبيل معلول مأكد لاعبي الارتكاز
ستدمر الكرة التونسية وفي مايلي نص الحوار:”
حصل الإجماع لدى القائمين على شؤون الترجي الرياضي والأطراف القريبة والجماهير
بأن شيئا ما تغير في الفريق وأن المجموعة التي أنهت العام 2017 بصعوبات بالغة
وعثرات متتالية في البطولة ليست هي التي قدمت منذ حلول المدرب خ الد بن
يحيى عروضا جيدة منحت “الترجيين” جرعة أمل إضافية في بلوغ الأهداف التي
دخل من أجلها الفريق في بداية الموسم وأثقلها وزنا رابطة الأبطال الإفريقية،
ورغم أن النسخة الحالية للترجي ليست مثالية فإن المدرب العائد إلى الحديقة
“ب” خالد بن يحيى اعتبر أن خارطة الطريق نحو استعادة الأمجاد القارية ليست
من الصعوبة بمكان بل إن المجموعة الحالية قادرة على ذلك بتوفير عناصر الجدية
والإنضباط وتلافي أخطاء النسخة الفارطة.
مدرب الترجي بدأ متفائلا بحاضر ومستقبل الفريق ي حوار تطرق فيه إلى رهانات
“الأحمر والأصفر” ونقائص المجموعة الحالية ومستوى الكرة التونسية بشكل عام
كما تحدث عن مسار لقب البطولة وحظوظ المنتخب في المونديال وعلاقته بنبيل
معلول ومحاور أخرى.
*أنهى الترجي “الثلث” الأول من الطريق نحو رابطة الأبطال بنجاح الأدوار الأولى”
وتقدم خطوات اضافية نحو لقب جديد في البطولة.. الأرقام تبدو للمحيطين بالترجي
ايجابية.. فهل هي كذلك للمدرب أم الإنتظارات كانت أكبر؟
-الآراء لا تختلف كثيرا عندما نتحدث عن الأرقام فهناك تشخيص موحد واستنتاجات
موحدة لأن الأمور تتعلق باحصائيات لا تخدع وبالتالي فبقدر ما أنا راض على ما حققناه
طيلة الفترة التي تسلمت فيها الفريق فهناك شعور بالتفاؤل أو لنقل بالنظرة الواضحة
لمستقبل الترجي خاصة أن معطى هاما ذكرته في سؤالك وهو أن المحيطين بالترجي
سواء من لاعبين قدامى أو من مسؤولين أو من أحباء يدركون جيدا كيف يكون التقييم
أبدوا بالإجماع انطباعهم بأن الترجي في الفترة الحالية أفضل بكثير مما كان عليه منذ
أشهر وهذا ليس مدحا في عمل أي طرف سبقني ولكن هي استنتاجات من وحي
ما يحققه الفريق وما يقدمه على أرضية الميدان لأن الآداء أو المستوى الفني مهم
جدا بعيدا عن لغة “النقاط الثلاث” والنتائج
* الآراء قد لا تختلف عندما يتعلق الأمر بالإحصائيات ولكن حتما ستصبح متعددة
ومتباينة لو نظرنا للأمور من زاوية الآداء.. هل أنت راض إلى حد الآن عن المستوى الراهن؟
-مادام هناك استقرار في النتائج فهناك ولو إلى حد ما تطور في الآداء ولكن..
لكن لا بد من العمل بأكثر ج دية واستمرارية لأن رهانات الفريق أكبر من أن تختزلها
في مباريات معدودة، الترجي يطمح إلى مسابقتين من الوزن الثقيل إحداهما
أوشكت على النهاية ولا بد أن نستعد لحسمها بكل ما في الجدية من معنى
والثانية رابطة الأبطال والتي تتطلب مجهودات وتضحيات كبيرة..
أداء الترجي حسب رأيى بلغ درجة من الإمتياز ولكن مازلنا قادرين على تقديم
الأفضل قد أغالط نفسي عندما أقول إن هذا الفريق في الوقت الراهن هو الذي
نبحث عنه جميعا أولا لأن الفترة التي مسكت فيها مقاليد الأمور لا تبدو كافية
لتقديم حكم قطعي وموضوعي وثانيا لأن في كل فريق نقائص واخلالات وثالثا
لأننا ننتظر المواعيد والإمتحانات الكبرى في رابطة الأبطال.
لسنا في مأمن من المخاطر والنقائص (on n’es jamais à l’abri) وبالتالي من
واجبنا مواصلة العمل وكأننا بعيدون عن بلوغ أهدافنا.
*عندما جئت إلى الترجي وذلك بعد سنوات من الغياب كيف وجدت الوضع على
كل المستويات رصيد بشري.. أهداف استراتيجية..لعب.. روح معنوية للمجموعة؟
-قد أفاجئك القول عندما أؤكد أن النتائج والعيرات وتراجع الآداء التي مر بها الترجي
في الأشهر الأخيرة لم تكن مصدر ازعاج أو هواجس لي بقدر ما كان “الوضع المعنوي
للمجموعة” (état d’esprit des joueurs) وهذا والحق يقال ليس فقط في الترجي
وإنما أصبح ظاهرة للأسف تتصف بها الكرة التونسية ككل.
على مستوى الرصيد البشري والأسماء ليس هناك مشاكل كبيرة في الترجي…
الأهداف واستراتيجية العمل هي ذاتها وهي “ماركة مسجلة” دخل الترجي. المنشآت
الرياضية واهتمام المسؤولين بالفريق لم يتغير.. الأمر الأبرز أو الهاجس الأكبر لي
هو أن معنويات اللاعبين كانت في درجة متدنية والروح المعنوية تقريبا مفقودة
رغم أن الفريق يحتل صدارة الترتيب.
*إلى ما يعود ذلك حسب رأيك؟
-ضغط النتائج طبعا ومطالبة الجماهير وهذا من حقها بأن تشاهد الآداء والنتيجة في
كل المباريات.. مشكلة كرتنا أننا لا نصبر ولا ننظر إلى البناء وهو بصدد الإكتمال
والتشييد بل نريد الجاهزية الآنية.
وهذا أدخل لاعبي الترجي في دوامة البحث العاجل عن إرضاء الجماهير وصعوبة
اقناعهم بأن كل فريق معرض لأن يدفع أحيانا ثمن هزيمة أو انسحاب وأن فترة
استعادة العنفوان قد تطول وقد تقصر.
*رفع الروح المعنوية للاعبين واسترجاع ثقتهم بأنفسهم وبالجمهور.. مهم ولكن
على المستوى الميداني يرى البعض أن هناك بعض النقائص خاصة على صعيد
الدفاع.. هل تذهب إلى نفس التشخيص؟
-لا الترجي فريق يعرف بعض فترات تراجع في المستوى ولكن لا أرى أن الأمر
سيلقى على كاهل خط دون آخر أو لاعب دون غيره..
للإشارة فإن الترجي لم يقبل أهدافا في آخر 5 مباريات في كل المسابقات
وهذا سيدفعك حتما إلى اعادة النظر في الطرح الذي قدمته..
لا أرى نقائص في الدفاع دون غيره م سائر الخطوط وأوكد أننا سنراجع عديد
الأمور في المجموعة ككل.
*في المقابل انتفضت بعض الأسماء مثل فرانك كوم أو هيثم الجويني بدرجة
ثانية أو حسين الربيع وغيرهم.. هل كان هناك عمل خصوصي لهؤلاء أم تغيير
في أسلوب اللعب أم ماذا؟
-طبعا كل مدرب سيبحث عن نقاط القوة الخفية والكامنة داخل أحد أو بعض
لاعبيه.. هؤلاء الذين ذكرتهم لهم امكانيات تؤهلهم للعب في أعلى مستوى
وحان الوقت ليظهروا بشكل لافت..
*فرانك كوم.. هل كان مقبورا في الفترة السابقة.. المباريات الأخيرة أظهرت
عنصرا جديدا يدافع ويهاجم دون هوادة؟
-فرانك كوم هو فرانك كوم لم يتغير البتة في امكانياته ولكنه كشف عن خصال
جديدة كانت فعلا خفية ولا أقول مقبورة حتى لا أظلم أحدا..
اللاعب تحدث معه على انفراد في أكثر من مناسبة وقلت له إنه يملك مقومات
لاعب الإرتكاز الهجومي والمبتكر (un pivot créateur) وليس لاعب ارتكاز الهدم
للعب المنافس (pivot destructeur) وأنه قادر على أن يصنع اللعب ويكون صاحب
اللمسة الحاسمة أو الهداف وفعلا أظهر في المباريات الأخيرة أن هذه الخصال موجودة
فيه ولكن لم يكن قد جسدها على المستطيل الأخضر.
طلبت منه في المقابل أن يكون أكثر هدوء ورصانة وأن “يرزن” في الحالة الدفاعية لأني
أحسست في وقت ما أن الملعب لا يتسع له.. تبارك الله عليه في كل التيران تلقاه”.
*عندما تسلمت المقاليد الفنية ما هي الأهداف التي اتفقتم عليها وما هي الطموحات
الكبرى لخالد بن يحيى م رابع تجربة على رأس الفريق؟
-الأهداف عادة لا تعلن في الترجي.. الأمور واضحة وبعد التأهل إلى دور المجموعات
لرابطة الأبطال الإفريقية سخوض مبارياتنا المتبقية في البطولة بجدية لتفادي أية
مفاجأة وللإطمئنان نهائيا وحسابيا على اللقب.
الأهداف أو الطموحات الشخصية وهي على المدى المتوسط هو تغيير طابع اللعب
في الترجي ولم لا في الكرة التونسية ككل أحلم بالكرة الشاملة في تونس..
لم لا لا ستخروا منا ومن تونس فلنا مواهب وقامات مديدة في التدريب ولنا مادة
خام م اللاعبين ومادامت تونس أنجبت بن عزالدين وطارق والبياري وتميم والغقربي
وبير بية والطاهر الشايبي وغيرهم فلا مانع من أن نجسد الكرة الشاملة ونؤسس
لكرة تتقدم نحو الهجوم وتبني بعيدا عن لغة “لاعب الإرتكاز.
تكتيك “لاعبي الإرتكاز” سيدمر الكرة في تونس
عندما دربت الملعب القابسي أو الترجي حاليا كل لاعب وسط أسأله عن الخطة
التي يحبذها تكو الإجابة “بيفو” (لاعب ارتكاز) هذا أمر يزعج ويبعث على القلق
لأن تراجع الكرة التونسية تعمق بسبب الإعتماد الكلي على نظرية لاعب الإرتكاز
الذي تقوم عليه كل الأمور..
سأقود حملة الكرة الشاملة في الترجي ومن ثمة سنسعى إلى تعميم هذه
الإستراتيجية على الكرة التونسية ككل..
*ألا يمكن أن تدخل عوامل العنف والفوضى في ملاعبنا وموجة تغيير المدربين
واللهث وراء النتائج لتعرقل هذا الحلم؟
-مادام هناك عزم على النجاح فسيتحقق ذلك.. طبعا ذلك لن يكون إلا بالإتفاق
والإخلاص وأن نكون صادقين مع أنفسنا ونشخص علل ونقائص كرتنا..
ما تحدثت عنه موجود فعلا ولكن لا لتهويل الأمور فالوضع ليس ‘دراماتيكيا” إلى
درجة كبيرة لأن بلادنا تعيش وتدفع ثمن التغييرات الإجتماعية والسياسية
والإقتصادية والرياضية خلال السنوات الماضية.
*لكن هناك مؤخذات كثيرة على مكانتنا الكروية وسط القارة في رابطة الأبطال
فإن الترجي والنجم الساحلي قبل المرور لدور المجموعات والنادي الإفريقي
واتحاد بنقردان غادرا مندور مبكر جدا.. أل ترى أننا أفرطنا شيئا ما في التفاؤل؟
-الآن فهمت ما تعنيه.. نتائج مباراة أو مباراتين قد لا تكون كافية لتقييم موضوعي
الكرة التونسية ليست سيئة إلى هذا الحد ولسنا فاشلين لا بد من التفاؤل
والثقة بأنفسنا..”التوانسة ربي عطاهم موهبة الخلق والإبداع” وبالتالي فتأهل
الترجي والنجم الساحلي لا بد أن ننظر إليه من زاوية أننا مررنا إلى الأدوار المقبلة
بقطع النظر عن الطريقة لأننا شئا أم أبينا كل فريق واجه منافسا لا يستهان به..
* وهل أنت متفائل بقدرة الترجي على إدارة انجاز 2011 والظفر بلقب رابطة الأبطال
وهل يحتاج الفريق إلى انتدابات قبل الدخول في الأدوار الحاسمة؟
-أنت تحدثني الآن بعد أيام فقط من التأهل لدور المجموعات وبالتالي سأجيبك عن
هدفنا الأول الذي بلغناه وهو المرور من الأدوار الإقصائية طوينا هذه الصفحة وعدنا
لرهان البولة وعندما تقترب أدوار المجموعات سأتحدث عن مدى قدرة الترجي
على تحقيق اللقب ولو أنه هدفنا الأول..
الترجي مثل كل الأندية يحتاج إلى تعزيزات وله نقائص وهذه مسابقة من الوزن
الثقيل وطريق ويل وشاق وبالتالي لن نستسهل الأمور بل سنعطي كل شيء
حقه من الإعداد.. لكن ليس الآن وإنما بعد إنهاء 5 مباريات محلية.
*والبداية هذا الأسبوع بمباراة النادي الصفاقسي ولو أن تجاوز امتحاني المنستير
ثم الملعب التونسي دفع الكثيرين للحديث عن حسم وجهة اللقب منطقيا؟
-لا منطقيا ولا حسابيا.. البطولة مازالت طويلة وهناك 15 نقطة في الميزان والفارق
الذي يفصلنا عن الثاني أقل من ذلك إذن مباراة “السي آس آس” على قدر كبير من
الأهمية وهي صعبة وقد تكون مفتاح التتويج ولكن كل ذلك لا ينفي القول أن كل
شيء ما يزال رهين ما سنقدمه في 5 جولات قادمة سنخوضها بكامل الجدية
وكأننا لا نملك أسبقية في النقاط حتى نكون في مأمن من المفاجآت ونطمئن
نهائيا على اللقب.
لا خلاف لي مع نبيل معلول ومصلحة المنتخب فوق الجميع
* كل مدرب منتخب وطني مطالب أو هذا ما ينبغي أن تكون عليه الأمور بالعمل
مع مدربي الأندية .. وبالنظر إلى “الجفاء” الذي يميز علاقتك بنبيل معلول كيف ترى
الوضع.. وهل يمكن أن نقرأ مدى جاهزية منتخبنا للمونديال؟
-كل المدربين حسب رأيي على ذمة مدرب المنتخب الوطني وهذا من أجل مصلحة
الكرة التونسية والمنتخب بعيدا عن اللغة الخشبية..”أحنا يدينا محلولة لمدرب المنتخب”
بعيدا عن التشخيص سواء معلول أو غيره ومادمنا في هدف واحد وهو تألق تونس في
المونديال فواجبنا أن نترك كل رواسب الماضي خلفنا وأن ننظر بموضوعية وبمصلحة عامة للأمور.
نحن علىذمة المدرب الةطني في كل وقت.. قد تكون بيننا “مشاكل الدنيا الكل”
ولكن بكل صدق مرحبا بالتعاون مع الإطار الفني للمنتخب. بالنسبة إلى جاهزيتنا
للمونديال أرى أن المجموعة أظهرت رغم الإنتقادات أشياء ايجابية في الفترة الأخيرة
وهناك مؤشرات تدعو للتفاؤل رغم أن المونديال سابقة صعبة جدا وعموما لا لإحباط
عزائم اللاعبين ودعونا نحلم رغم صعوبة الواقع..