فتح رئيس الترجي لرياضي التونسي السيد حمدي المدب قلبه في حوار مع جريدة الاخبار
الاسبوعية كشفا عدة خفايا وفي مايلي نص الحوار:
عاد تأهل الترجي الرياضي لدور المجموعات لرابطة الأبطال لجماهيره في ترويض الأميرة الإفريقية للمرة
الثالثة بعد 1994 و2011 وبدد الكثير من مخاوفهم خلال الأشهر الأخيرة والتي لم تنفك خلالها الإنتقادات
تطال الجميع من لاعبين وإطار فني ومسؤولين…
ولعل ما أضفى على أجواء الترجي من مؤشرات ايجابية عودة الإستقرار والأداء الجيد في لقاءات البطولة
وهو ما اعتبره رئيس النادي حمدي المدب أفضل رد من اللاعبين على أن الفريق يسير على السكة
الصحيحة على درب تحقيق أهدافه المحلية والقارية..
حمدي المدب الذي لا يظهر كثيرا في وسائل الإعلام تحدث “للأخبار” في حوار حصري ومطول عن حاضر
الترجي وعن مسار أهدافه في 2017-2018 وعاد إلى الفترات الصعبة التي شهدها فريقه في وقت ما
من الموسم الحالي.
*بتأهله إلى دور المجموعات في رابطة الأبطال واقترابه من حسم لقب البطولة عدد 28 هل يمكن القول
إن الترجي تجاوز بسلام رواسب الأشهر الماضية التي عاش فيها موجة من الشك والتراجع؟
-في كرة القدم وفي كل الرياضات لا بد أن تتعرض مسيرة أي فريق إلى بعض العثرات ونزول النسق حتى
في كبرى الفرق في العالم، لكن الإيجابي في الترجي أننا نجحنا في تجاوز تلك الفترة الصعبة بسرعة
والآن بدا للجميع أن الترجي في نسخة جيدة وقادرة على ارضاء طموحات الأحباء ولو أنه في كرة القدم
قد تتدخل أمور أخرى بعيدة كل البعد عن الجاهزية.
عموما الفريق تحسن بشكل كبير منذ حلول المدرب خالد بن يحيى وهو يقوم حاليا بعمل كبير و”الخدمة
متاعو بدات تظهر بالشوية”.
*هل يعني ذلك إقرار منكم بأنه فع كان الترجي يعيش بعض الإخلالات الفنية أو أن مشكلة الترجي في
إطاره الفني السابق فوزي البنزرتي؟
-قطعا لا ولم أكن أريد أن تصل هذه الفكرة عندما أثنيت على عمل المدرب خالد بن يحيى..
“كل حاجة في بلاصتها” خالد بن يحيى يعمل بشكل جيد ولكن فوزي البنزرتي أفاد الترجي كثيرا
وعمل بكل جدية ووظف خبرته وكفاءته بل حقق النجاح حسب رأيى معنا ولكن..
لكن الكرة جمهور والملاعبي يتأثر كثيرا بما يحدث على المدرجات .. أنا بنفسي أحيانا أتصرف بعقلية
الجمهور مع اللاعبين..
كل شيء تغير بعد لقاء الأهلي المصري في رادس وكان علينا أن نفتح “ورشة” لإعادة الأمور إلى نصابها..
نجحنا في ذلك ولكن دفعنا في وقت ما ثمنا له : خسرنا عدة نقا وتراجع مستوى عدد من اللاعبين وغيرنا
المدرب فوزي البنزرتي ولا أقول أقلناه لأني لم أكن أريد القطيعة لكن الظروف لم تعد تسمح..
“الملاعبية ما عادش قادرة تاقف في التيران” بسبب ضغط الجمهور ورفضه لفوزي البنزرتي.. الأن حقيقة
تغيرت الأمور ايجابيا..
*هل كان البنزرتي ضحية الضغوطات أو للخوف الرهيب من الجمهور الذي كان يسيطر على اللاعبين في تلك الفترة؟
-ليس إلى هذا الحد ولكن التأثير الذي سيطر على اللاعبين بعد لقاء الأهلي (1-2) والإنسحاب تواصل لفترة ما..
فوزي البنزرتي لم يكن مسؤولا ن انسحاب الترجي من رابطة الأبطال بل أني وهذا موقف ثابت
لن أتراجع عنه أقر بأنه نجح كليا في تجربته : توج بالبطولة وبدري أبطال العرب وخسر لقبا واحدا في
ظروف معينة ولا يتحمل المسؤولية في ذلك..
*ندمت على القطيعة؟
-المسألة ليست مسألة ندم أم لا لأن الأحمر والأصفر يسير الآن في الطريق الصحيح ولكن الإشكال :
إذا واصل البنزرتي العمل في مثل تلك الظروف فهل سيعمل في راحة ويحقق الأهداف ويبلغ أفكاره إلى لاعبيه حتما لا..
جمهور الترجي يؤثر كثيرا والكرة الآن أصبح فيها الجمهور عنصرا فاعلا من الجهتين.. لعبت الكرة سابقا وأعرف
وطأة الأحباء وحين يستهدفون طرفا..
*لكن أيضا لا بد أن نتفهم موقف الأحباء فالترجي وجد في أكثر من مباراة جماهيره لتعيده إلى
الواجهة وفي لقاء الأهلي تعرض إلى ما يشبه الخذلان والطعنة وكان ذلك وراء موقفه من فوزي البنزرتي واللاعبين؟
-وها أني الآن سأكشف شهادة للتاريخ ولا أريد أن اتهم من خلالها أي طرف..
بين الشوطين في لقاء الأهلي كنا متقدمين (1-0) ودخل المدرب واللاعبين إلى حجرات الملابس والتحقت بهم..
جلسنا صامتين لبعض اللحظات ثم تكلم فوزي وقال : “يعطيكم الصحة.. النصف الأول من المهمة أنجزناه بنجاح
مازال أمامنا 45 دقيقة ولكن لا بد أن نعرف أن الأهلي لم يعد لديه ما يخسر وسينزل بكل ثقله للهجوم”..
ثم أخذ قلمه ورسم على السبورة الخطة التي لا بد أن ينتهجها الفريق وخاطب اللاعبين “لازم بلوك دفاعي قوي..
الأهلي باش تهبط.. ألعبوا الهجومات المعاكسة للخنيسي ودوروا الكورة في الوسط.. المهم عدم المجازفة
ومن الأفضل التوازن.
ولكن العكس هو الذي حصل فشاهدنا اللاعبين يجازفون وكأنهم منهزمين أو كأنهم يواجهون فريقا آخر غير الأهلي..
هذه شهادة للتاريخ ولمن مازال يتهم فوزي البنزرتي ويتهمنى أنا بأني ساندته دون وجه حق ورفضت
أن أتخلى عنه لمصلحة شخصية..
*التعاقد مع المدرب خالد بن يحيى في تجربة هي الرابعة على رأس الجهاز الفني للترجي جاء بشكل
مفاجيء ولكن بالإجماع هذه المرة.. هل استشرت البعض من رموز الجمعية؟
-خالد بن يحيى من أفضل الكفاءات التدريبية في تونس درب الترجي وحقق النجاح وعاش أيضا فترات
صعبة ولكن مثلما قلت نجاح أي مدرب يعود إلى كفاءته وأيضا للظروف الموجودة والمحيطة..
بن يحيى في 2017-2018 وجد الإجماع كليا من أهل الذكر في الترجي والمقربون من المجموعة.
وللإشارة نصحني أكثر من نجم سابق بخالد بن يحيى وخاصة طارق ذياب الذي تحدثت معه منذ أشهر
وقبل فترة طويلة من عودة بن يحيى وكان كل مرة يؤكد لي أنه المدرب المناسب وأنه لو يمنحه
الفرصة ويتم دعمه فسيقود الترجي للزعامة القارية..
علما أن طارق شجعني أيضا على عدم التفريط في فوزي البنزرتي في وقت ما..
*هل ترى الترجي في نسخته الحالية ورغم بعض الإنتقادات يسير نحو الزعامة القارية؟
-نحن نسير على السكة الصحيحة.. مسابقة رابطة الأبطال هي بطولة من الوزن الثقيل لابد فيها من
إعداد سنوات من العمل وللأسف قد يسقط المخطط بعوامل بسيطة قد تكون أحيانا خارجة عن إطار الكرة..
عموما نحن نشاهد الترجي حاليا في صحة جيدة وفي نسخة قادرة على تواصل حلم التتويج القاري
ولا بد أن نقف دائما بجانب الفريق وخاصة أطلب من الجماهير أن تدعمنا وتكف عن بعض الإنتقادات..
*لكن الجماهير قد يكون عتابها مبنيا على ما ظهر في الترجي من بعض الثغرات في فترة ما من
الموسم.يعني أن المجموعة التي قد تظهر سيطرتها محليا قد لا يكون أمرها كذلك قاريا؟
-من حق الجمهور أن يطالب بالكمال في الأداء والنتائج ولكن مثلما بدأت حديثي فليس هناك فريق
لا يعيش فترات هبوط.. الترجي تأهل بصعوبة أمام غورماهيا الكيني ولكن المهم أننا تجاوزنا تلك الفترة بسلام..
في نسخة 2010 وعندما بلغنا النهائي في تلك الدورة لا ننسى أن الترجي انتظر الدقيقة 96 ليضمن التأهل
إلى الدور الثاني (3-2) على حساب أسود الشرق البراليوني بهدف لما يكل اينرامو في الوقت البديل،
ولكن ذلك لم يمنعنا فيما بعد من السيطرة والوصول للنهائي..
نسخة 2018 ستكون هدفنا الأكبر ونحن نعمل الآن بعد الإقتراب من البطولة على التتويج بهذا اللقب وسنتوج
به بإذن الله.. ندعو جماهيرنا إلى الوقوف معنا..
*ما أعددتم للأدوار الحاسمة.. هل هناك انتدابات في المرحلة القادمة؟
إذا كان تقرير المدرب خالد بن يحيى بعد نهاية البطولة يطالبنا بانتدابات فسنلبي له كل الطلبات..
لن أتردد في التعاقد مع أي اسم يطلبه حتى وإن كان بالمليارات ولكن ليس هناك أسماء كبرى
تستحق الذكر حاليا.. أعطوني أسماء محلية أو أجنبية وسأضع “الباكو” عموما الإطار الفن بقيادة
بن يحيى سيحدد لنا القائمة وسنقوم باللازم وفق ما سيتم الإتفاق عليه.
لم أعترض على عودة المساكني للترجي .. ولهذا السبب فشلت الصفقة
*في وقت ما من الموسم الماضي، وعلى ذكر الإنتدابات طرح اسم يوسف المساكني بشدة
في أوساط الترجي ثم اتضح أن الحكاية وما فيها مقترحات من الأحباء.. ماذا حصل تحديدا؟
– يوسف المساكني لاعب استثنائي ورمز من رموز الكرة التونسية أعتقد أنه فضلا عن علاقتنا في ميدان
الكرة فهو صديقي وابني.. وسأكشف لكم أني أستشيره وآخذ بنصائحه كلما تحدث معي في أمور الترجي..
ولدي هذاكة عكس آخرين تنكروا لجميل الترجي..
ولكن الحقيقة لم يكن هناك عرض رسمي بل كان حديث بيني وبين يوسف وقال لي : “مانراش مانع أني
نرجع للترجي لكن الأمور صعيبة برشة” وذلك بعد أن ترددت عدة معلومات حول اتصالات به ..
“شوف صعيب ياسر ومستحيل في الوقت الحاضر يرجع يوسف”
لماذا؟
-ما يتقاضاه في الدوري القطري لا يقارن بما ندفعه هنا في الترجي أو في بطولتنا بوجه عام..
الآن من الصعب ولكن في يوم ما سيعود المساكني للترجي وهذا ما وعدني به. أما ما حدث في الصائفة
الماضية فكان مقترحات تزامنت مع تغييرات في فريقه “لخويا”
*هل كان تفريط الترجي في فخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي للضغط على
سياسة الإنفاق أم اضطرار وهل رفض الترجي في المقابل عرضا خياليا لياسين الخنيسي؟
-أنا ما نبيعش الملاعبية” أنا نشري وما نبيعش” وبالنسبة إلى فرجاني ساسي وفخر الدين
انتهت تربتهما مع الترجي بعد اتفاق بين كل الأطراف وبعد أن وجدنا أن أسماء قادمة في
الفريق قد تنفجر وتقدم الإضافة لذلك غادر هذان اللاعبان بعد وصول عروض رسمية وبعد
النظر إلى الموضوع من كل جوانبه.
بالنسبة إلى طه الخنيسي لم يصلنا أي عرض ولم نفكر اطلاقا في بيعه مهما كان الثمن
بل كنا نسعى إلى تدعيم الهجوم.
*يعتبر البعض من الخبراء والفنيين من داخل الجمعية وخارجها أن تعاقدات الترجي
في السنوات الأخيرة لم تكن أغلبها ناجحة كان صوتها خافتا.. ما السبب حسب رأيك؟
-هذا صحيح إلى حد ما.. نعم لكن ما غاب عنك أن الترجي كبير ومرهب ومرعب.. هناك لاعبون
جاؤوا للإختبار وفشلوا ثم نجحوا مع أندية أخرى والسبب هو الخوف من الترجي ومن الجمهور..
سأعطيك مثالا: البعض يتهمنا بأننا فشلنا في ضم جونيور أجايي ولكن هذا اللاعب شاهدته
وشاهده الجميع عندما جاء للترجي والله كان شبحا في الملعب وكان خائفا ونفس الشيء
لموسى ماريغا البعض يهابون اسم وجمهور الترجي فيقدمون في البداية مستوى باهتا.. الله
غالب هذه ضريبة الكرة أحيانا تخيب وأحيانا تصيب مثلما أصبنا مع مايكل ونيانغ كوليبالي
وفرانك كوم وبانانا وغيرهم..
هل هناك استراتيجية التعويل على الشبان وتحقيق الإكتفاء الذاتي من الناتج المحلي الخام؟
-والله احترت مع المحيطين بالترجي والخبراء والمحللين في تونس.. لا يمكن ارضاء أحد وهناك
فعلا تناقض صارخ في المواقف عندما جئت للترجي أردت رسم استراتيجية للشبان وأوصيت
بمنحهم كل الظروف الملائمة للتكوين وللعودة للأكابر.. نجحنا في بعض الأسماء ولكن بعض
المحيطين بالترجي أحبطوني “وطيحولي المورال” في هذا النهج وخاطبني أحدهم ذات
مرة قائلا “رجعتها روضة أطفال ياسي حمدي” فكان جوابي “نعمJardin d’enfants وبكن
على أسس صحيحة لتكوين فرع كرة القدم”
*ثم ماذا حصل؟
-نجحنا في تكوين عدة أسماء لامعة.. لا ننسى أننا مثلا يوسف المساكني انتدبناه وهو في الأصاغر..
فهناك أسماء كثيرة ولكن فيما بعد أصبح ضغط النتائج وضغط الجمهور والمقربون يفرض علينا الإنتدابات
فعندما وضعنا “الباكو” وصرفنا المليارات قالوا لنا: هذا انفاق خيالي وتبذير على أشباه اللاعبين..
كيف تريدون لنا أن ننافس الأهلي المصري إذن وننتزع منه رابة الأبطال إذا لم ننفق المليارات..
الأهلي ميزانيته 100 مليار أو أكثر ولم يتوج برابطة الأبطال والترجي عندما أنفق 30 مليارا اتهموني باهدار المال..
*جماهير ومجموعات الترجي دخلت في أكثر من فترة في مواجهات مع الأمن ودفع بعضها الثمن..
ما موقف الترجي في ظل الإنتقادات المتهاطلة جراء هذا الملف؟
-سأساند دوما ودون هوادة أو شروط جماهير الترجي فأنا نفسي منهم وأنا ولد الترجي” ومحب قبل
أن أكون رئيسا ولكن لا بد أن نفهم جميعا أن بلادنا في وضع صعب بد ثورة 2011 لم أتخل عن الأحباء
ولم أقف ضد شعاراتهم ولكن سواء قبل إلغاء ودية وادي النيش الفلسطيني أو بعدها كنت دائما معهم
وأساندهم لكن نحن في مرحلة صعبة في هذا الوطن ومدرجات الملاعب لم تعد مثلما كانت قبل 2011..
سعيت للمصالحة بين الجريء ورضا شرف الدين.. ولكن
*ماذا حصل في مبادرتك لرأب الصدع والمصالحة بين رئيس النجم الساحلي ورئيس الجامعة؟
-وديع الجريء رئيس الجامعة أخي ورضا شرف الدين صديقي وأخي أيضا واحترمه وليس بيننا أية
عداوة وحاولت فعلا المصالحة بينهما الأسبوع قبل الماضي ولكن.. عموما أنا متفائل بأنه سيأتي
يوم ويتصالح فيه الرجلان فالعنف والعداوة لا مبرر لهما في كرتنا ويكفي من المشاحنات والخلافات
لنجعل ملاعب الكرة وسيلة للتحابب والتقارب لا للفتنة..
*ماذا تقول عن الإتهامات والتلاعب في بعض مباريات البطولة خصوصا أن الإنتقادات طالت الترجي في كثير من المناسبات؟
-الترجي استفاد في بعض المباريات وتضرر من التحكيم في عديد اللقاءات ولم نتهم أحدا وأعتقد
أننا الأجدر بالصدارة والتتويج ولم نتباك عندما ظلمنا في “الدربي” أمام الإفريقي وكنا نسير نحو
الفوز بل أني أول من هنأت مسؤولي هذا الفريق وتربطني علاقة احترام كبيرة برجال الإفريقي.
منتخب ليبيا يُراهن على تجنيس لاعب النادي الافريقي و تعزيز صفوفه استعداداً لكأس العالم 2026
نقطة ضعف قاتلة في صن داونز ،الترجي يستعدّ لاستغلالها
رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم يفتح باب التجنيس لتعزيز منتخبه
معين الشعباني يكشف النقاب عن هذا السر في تحدّي اتّحاد العاصمة الجزائري!